الآلاف من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية يواجهون تسريحًا بعد اتفاق تمويلي مع الخزانة

ستُنفذ الآن عمليات تسريح آلاف الموظفين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بإنجلترا، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع وزارة الخزانة يسمح للهيئة بتجاوز ميزانيتها لهذا العام لتغطية تكاليف التعويضات.

وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن إلغاء 18 ألف وظيفة إدارية وإشرافية، مع دمج هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا، وهي الجهة التي تدير الهيئة، ضمن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، إلى جانب تخفيضات في مجالس الصحة المحلية.

وكان رؤساء هيئة الخدمات الصحية الوطنية ووزراء الصحة قد أجروا محادثات مع وزارة الخزانة حول كيفية دفع فاتورة بقيمة مليار جنيه إسترليني لمرة واحدة، حيث كانت الهيئة ترغب في الحصول على أموال إضافية.

وقد رفضت وزارة الخزانة ذلك، لكن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) علمت أنه تم التوصل إلى حل وسط يسمح لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بتجاوز ميزانيتها لهذا العام.

PA Media

"خطوة عملية"

وبما أن تخفيض الوظائف سيؤدي إلى تحقيق وفورات في السنوات المقبلة، فمن المتوقع أن تسترد هيئة الخدمات الصحية الوطنية التكاليف لاحقًا.

وبشكل عام، قالت مصادر حكومية إنه لن يتم ضخ أموال إضافية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية تتجاوز ما تم الاتفاق عليه في مراجعة الإنفاق لهذا العام وهو مبلغ إضافي قدره 29 مليار جنيه إسترليني سنويًا فوق معدل التضخم بحلول عامي 2028-2029.

وفي خطاب من المتوقع أن يلقيه وزير الصحة ويس ستريتنج أمام مديري الصحة في مؤتمر "NHS Providers" بمانشستر يوم الأربعاء، سيقول: "أريد أن أطمئن دافعي الضرائب بأن كل قرش يُطلب منهم دفعه سيُنفق بحكمة."

وأضاف: "نحن الآن نضغط على دواسة التسريع ونخفض البيروقراطية غير الضرورية، لإعادة استثمار المدخرات في الرعاية المباشرة."

وتابع: "لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، ولكن باستثماراتنا وتحديثنا، سنعيد بناء هيئة الخدمات الصحية الوطنية لتكون متاحة لكم عندما تحتاجونها مرة أخرى."

ووفقًا للحكومة، ستوفر الإصلاحات مليار جنيه إسترليني سنويًا بحلول نهاية الدورة البرلمانية لتحسين الخدمات للمرضى.

وذكرت أن كل مليار جنيه إسترليني يتم توفيره في تكاليف البيروقراطية يكفي لتمويل 116 ألف عملية إضافية في الورك والركبة.

ومن المتوقع أن تُعاد هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا إلى وزارة الصحة في غضون عامين، بينما ستؤدي التخفيضات في مجالس الرعاية المتكاملة (ICBs)، التي تخطط للخدمات الصحية للمناطق الفردية، إلى خفض عدد موظفيها بنسبة 50%.

وقال دانيال إلكيليس، الرئيس التنفيذي لـ "NHS Providers": "هذه خطوة عملية تعني أن عمليات التسريح المخطط لها يمكن أن تمضي قدمًا الآن."

وأضاف: "إنها تعكس مرونة التسوية التي تستمر ثلاث سنوات، مما يسمح بتقديم بعض التمويل لتوليد وفورات مستقبلية تُخصص للرعاية المباشرة."

واستدرك قائلاً: "ومع ذلك، يجب أن ندرك وضع الموظفين المتأثرين بهذه التغييرات وهم أشخاص قدموا التزامًا وخدمة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ويواجهون مستقبلًا غامضًا للغاية."

لكن باتريشيا ماركيز من الكلية الملكية للتمريض حذرت من أن عمليات التسريح قد تأتي بنتائج عكسية.

وقالت: "تحتاج خدمات الخط الأمامي إلى المزيد من الاستثمار، لكن القيام بذلك على حساب تسريح آلاف الخبراء هو اقتصاد زائف."

وأضافت: "الممرضات المسجلات الخبيرات العاملات في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا ومجالس الرعاية المتكاملة لا يقتصر دورهن على إدارة برامج الصحة العامة الحيوية والإشراف على برامج الرعاية للفئات الضعيفة فحسب، بل يربطن أيضًا هيئة الخدمات الصحية الوطنية وخدمات الرعاية الاجتماعية ببعضها البعض."