انتصار خافيير ميلي في انتخابات الأرجنتين: هل هو دعم حقيقي أم تدخل أمريكي؟

ملأت ملصقات المعارضة شوارع بوينس آيرس قبل انتخابات التجديد النصفي يوم الأحد، حيث ظهر اسم الرئيس خافيير ميلي ملصقًا فوق علم الولايات المتحدة، في محاولة لاستغلال المشاعر المناهضة لأمريكا بسبب التدخل المزعوم لدونالد ترامب في الانتخابات الأرجنتينية.

قبل أيام من التصويت، أعلن الرئيس الأمريكي عن حزمة إنقاذ بقيمة 40 مليار دولار لنظيره الأرجنتيني، لكنه حذر من أنه إذا لم يفز ميلي، فسيسحب دعمه.

على الرغم مما وُصف بأنه أدنى نقطة في فترة حكمه التي قاربت العامين مع تدهور اقتصادي وادعاءات بالفساد فاز ميلي بفارق كبير: حوالي 41% مقابل 32%، وهو ما فشلت استطلاعات الرأي في توقعه.

وبهذه النتيجة، انتقل حزب الرئيس، "لا ليبرتاد أفانزا" (La Libertad Avanza)، من امتلاك حضور متواضع في الكونغرس إلى أغلبية عند دمجه مع مقاعد حزب "برو" (PRO) المنتمي ليمين الوسط، وهو حزب الرئيس السابق ماوريسيو ماكري، والذي كان بالفعل حليفًا لميلي.

هذا الانتصار الكاسح الذي اعترف الرئيس نفسه بأنه فاجأه ترك الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت النتيجة تعكس دعمًا حقيقيًا لميلي أم أنها مجرد نتيجة لما اعتبره الكثيرون ابتزازًا اقتصاديًا من ترامب.

قال أغوستين كانتيلو، سمسار يبلغ من العمر 30 عامًا ويعيش في تيغري وصوت لحزب ميلي مرتين: "أعلم أن حزمة الإنقاذ الأمريكية ستجلب بعض الاستقرار، لكنني أعلم أيضًا أنه إذا اضطرت الولايات المتحدة إلى التخلي عن يدك في مرحلة ما، فسوف تفعل ذلك."

وأضاف: "إذا كان هناك حزب واحد لن أصوت له أبدًا في حياتي، فهو البيرونية؛ ومع ذلك، فإن ما يهمني الآن هو الاستقرار. ميلي يصلح القضايا الكلية التي تهم الأرجنتينيين: تضخم منخفض، دولار مستقر... لم ننعم بالاستقرار الاقتصادي قط."

بعد تطبيق تخفيضات عميقة في الإنفاق من خلال سياسته المسماة "المنشار"، خفض ميلي التضخم من أكثر من 200% سنويًا إلى حوالي 30%. ورغم أن هذا لا يزال مرتفعًا بالمعايير العالمية، إلا أنه انخفض إلى مستوى لم تشهده الأرجنتين منذ سنوات.

من ناحية أخرى، أدت سياسته المتمثلة في استنزاف احتياطيات الدولار للحفاظ على قيمة البيزو مبالغًا فيها بالفعل إلى إقراض صندوق النقد الدولي 20 مليار دولار في أبريل (تم صرف 14 مليار دولار منها) وحزمة الإنقاذ الأمريكية الأخيرة.