مبعوثو ترامب في موسكو: خطة سلام لأوكرانيا وعروض روسية لرجال الأعمال الأمريكيين
جاري التحميل...

مبعوثو ترامب في موسكو: خطة سلام لأوكرانيا وعروض روسية لرجال الأعمال الأمريكيين
بقلم أدريان جولميس، مراسل في واشنطن
تقرير - تقدم روسيا، بالتوازي مع المفاوضات حول أوكرانيا، عروض عقود مربحة لدوائر الأعمال الأمريكية المقربة من دونالد ترامب.
عاد المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف، الممثل الخاص لترامب، إلى موسكو. برفقة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، من المقرر أن يقدما لفلاديمير بوتين خطة السلام الخاصة بهما، والتي تم تنقيحها بعد مناقشاتهما مع الأوكرانيين.
عُقد لقاؤهما مع الوفد الأوكراني يوم الأحد في فلوريدا بنادي شيل باي، نادي الغولف الخاص بستيف ويتكوف، بالقرب من ميامي. استمر اللقاء أربع ساعات وتناول القضية الإقليمية، وهي الأصعب، حيث يطالب بوتين بأن تتخلى أوكرانيا عن أراضٍ لم يتمكن جيشه من احتلالها، وهو ما يرفضه الأوكرانيون. كتب أحد المفاوضين الأوكرانيين لموقع أكسيوس بعد الاجتماع: "كان اللقاء مكثفًا، لكنه لم يكن سلبيًا". وأضاف: "نحن نقدر حقًا الالتزام الجاد للولايات المتحدة. موقفنا هو أننا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة الولايات المتحدة على النجاح دون أن نفقد بلدنا ومنع عدوان جديد."
الوفد الأوكراني، الذي ضم مسؤولين رفيعي المستوى من وزارة الخارجية والدفاع، أكد على أن أي حل سلمي يجب أن يرتكز على مبادئ السيادة ووحدة الأراضي، وفقًا للقانون الدولي. لقد شددوا على أن التنازل عن الأراضي التي لم يتم احتلالها عسكريًا سيكون سابقة خطيرة ويشجع على المزيد من العدوان. ومع ذلك، أبدوا استعدادهم لمناقشة ترتيبات خاصة للمناطق المتنازع عليها، شريطة أن لا تمس هذه الترتيبات بالسيادة الأوكرانية الكاملة على تلك الأراضي في المستقبل.
من جانبها، ترى موسكو أن هذه المفاوضات الموازية مع مبعوثي ترامب فرصة لشق الصف الغربي وتقويض الدعم لأوكرانيا. العروض التجارية المربحة التي تقدمها روسيا لرجال الأعمال الأمريكيين المقربين من ترامب ليست مجرد حوافز اقتصادية، بل هي أدوات سياسية تهدف إلى بناء شبكة من المؤيدين داخل الولايات المتحدة يمكن أن تضغط من أجل سياسات أكثر ملاءمة لروسيا، خاصة في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض. تشمل هذه العروض فرصًا استثمارية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية الروسية، بالإضافة إلى عقود إعادة إعمار محتملة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، وهي عروض تثير قلق الحلفاء الأوروبيين الذين يرون فيها محاولة لتقويض العقوبات الدولية.
تأتي هذه التحركات في وقت حرج بالنسبة للصراع الأوكراني، حيث تتزايد الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسي، بينما تستمر المعارك على الأرض. يرى بعض المحللين أن خطة ترامب للسلام، التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها بالكامل بعد، قد تركز على "صفقة كبرى" تتضمن تنازلات إقليمية من أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية أو اقتصادية، وهو ما يثير مخاوف كييف وحلفائها. يخشى الأوكرانيون من أن ترامب قد يكون مستعدًا للتضحية بمصالحهم الوطنية من أجل تحقيق "انتصار دبلوماسي" شخصي.
في المقابل، يرى مؤيدو نهج ترامب أن مشاركة رجال الأعمال يمكن أن تضفي طابعًا عمليًا على المفاوضات، بعيدًا عن التعقيدات الدبلوماسية التقليدية. يعتقدون أن التركيز على المصالح الاقتصادية المشتركة يمكن أن يفتح قنوات جديدة للحوار ويساعد في بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة. ومع ذلك، فإن هذا النهج يواجه انتقادات واسعة من خبراء السياسة الخارجية الذين يحذرون من خلط المصالح التجارية بالدبلوماسية الحساسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصراعات الدولية التي تنطوي على انتهاكات للقانون الدولي.
المحادثات في موسكو بين ويتكوف وكوشنر وبوتين ستكون حاسمة في تحديد مدى جدية هذه المبادرة. العالم يترقب بحذر، فبينما يسعى البعض إلى السلام بأي ثمن، يصر آخرون على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بالعدالة واحترام السيادة. يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه المساعي غير التقليدية في تحقيق اختراق دبلوماسي، أم أنها ستزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي المتوتر بالفعل؟

