والد رهينة إسرائيلي محرر يروي معاناة ابنه الذي أجبر على حفر قبره في غزة

قال والد رهينة إسرائيلي محرر، أجبرته حماس على حفر قبره بنفسه في نفق بغزة، لبي بي سي إن صحة ابنه "تتحسن كل يوم".

جاء حديث أفيشاي ديفيد بعد خروج ابنه إيفياتار ديفيد (24 عاماً) واثنين آخرين من الرهائن المحررين - غاي غيلبوع دلال وإيتان مور - من المستشفى، حيث استقبلوا استقبال الأبطال في منازلهم يوم الأحد.

وأضاف الأب: "لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي برؤيته يعود إلى طبيعته السابقة".

في أغسطس/آب، قبل شهرين من إطلاق سراح إيفياتار، كانت حماس قد نشرت مقطع فيديو يظهره نحيلاً في نفق خرساني ضيق، وهي خطوة أثارت إدانة من إسرائيل والعديد من القادة الغربيين.

قال أفيشاي ديفيد لبي بي سي إنه سعيد برؤية "حيويته تتحسن كل يوم، ولون وجهه يعود، وخديه يمتلئان".

"الحمد لله، لقد تجاوز المحنة وهو قوي."

قال الأب إنه عانى لأشهر وهو يعلم أن ابنه كان على بعد "80 كيلومتراً فقط... ولا يمكنني مساعدته".

وأضاف: "لقد دمرني ذلك"، مشيراً إلى أنه "لم يتمكن من النوم أو الأكل أو الشرب بشكل صحيح".

في أغسطس/آب، قال إيلاي، شقيق إيفياتار، لبي بي سي إن فيديو حماس كان "شكلاً جديداً من القسوة".

قال إيلاي حينها: "إنه هيكل عظمي بشري. كان يتضور جوعاً لدرجة أنه قد يموت في أي لحظة، ويعاني كثيراً".

في اللقطات نفسها، قال إيفياتار: "لم آكل منذ أيام... وبالكاد حصلت على مياه للشرب". وقد شوهد وهو يحفر ما قال إنه سيكون قبره الخاص.

يوم الأحد، استقبلت حشود مبتهجة - بمن فيهم العديد من الأصدقاء والجيران - إيفياتار ديفيد لدى عودته إلى مسقط رأسه كفار سابا في وسط إسرائيل.

قالت الدكتورة ميشال شتاينمان، مديرة مركز رابين الطبي حيث عولج الرهائن الثلاثة المحررون، لبي بي سي إن أجسادهم لا تزال تحمل علامات "هذا الأسر المروع".

"يمكننا رؤية نتائج فحوصات الدم الخاصة بهم... وقد سمعنا قصصهم أيضاً... إنهم لا يكذبون. يمكنك رؤية علامات هذه الصدمة الأيضية. بشرتهم تروي قصتهم. يمكنك رؤية الندوب والجروح."

لكن الدكتورة شتاينمان أضافت أن الرهائن "عادوا أقوى مما كانوا عليه".

اختطف إيفياتار من مهرجان نوفا الموسيقي خلال الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقد أطلقت حماس سراحه هو و19 رهينة آخرين على قيد الحياة بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.

كما سلمت حماس 15 من أصل 28 رهينة متوفاة. كان ثلاثة عشر منهم إسرائيليين، وواحد نيبالي، والآخر تايلاندي.

في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 250 سجيناً فلسطينياً و1718 معتقلاً من غزة، وأعادت 15 جثة لفلسطينيين مقابل كل رفات رهينة إسرائيلي.

أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي حملة عسكرية في غزة رداً على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي قتل فيه مسلحون بقيادة حماس حوالي 1200 شخص في جنوب إسرائيل واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

وقد قُتل أكثر من 68 ألف شخص جراء الهجمات الإسرائيلية في غزة منذ ذلك الحين، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس، والتي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة.