مصر تواصل جهودها الإغاثية: قوافل المساعدات تتجه لغزة عبر معبري كرم أبوسالم والعوجة

تحركت شاحنات المساعدات الإنسانية من أمام معبر رفح البري، متجهةً نحو معبري كرم أبوسالم والعوجة، وذلك عبر البوابة الجانبية لمعبر رفح، في خطوة تمهيدية لدخولها إلى قطاع غزة. تأتي هذه التحركات ضمن الجهود المصرية المتواصلة والرامية إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع المحاصر.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم، شهدت الباحة الخارجية لمعبر رفح اصطفاف الدفعة الرابعة والخمسين من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والإنسانية الضرورية. هذه الشاحنات مخصصة لدعم المتضررين من تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وقد تحركت لاحقًا باتجاه معبر كرم أبوسالم، مستخدمةً البوابة الجانبية لمعبر رفح البري لتسهيل عبورها.

وأفاد مصدر مسؤول في الهلال الأحمر المصري بأن هذه الشاحنات تشكل جزءًا حيويًا من قافلة "زاد العزة من مصر إلى غزة". وأوضح المصدر أن القافلة تحمل على متنها كميات ضخمة ومتنوعة من المساعدات الغذائية والإغاثية، والتي تتضمن المواد الغذائية الأساسية، والسلال الغذائية المتكاملة، والدقيق، والخبز الطازج، والبقوليات، والأطعمة المحفوظة، بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية، ومستلزمات العناية الشخصية، والخيام لإيواء النازحين.

وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي حجم المساعدات التي تمكنت مصر من إدخالها إلى قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب الأخيرة، قد وصل إلى ما يقارب 37 ألف شاحنة. وقد حملت هذه الشاحنات أكثر من 700 ألف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية المتنوعة، والتي لم تقتصر على الغذاء والدواء فحسب، بل شملت أيضًا سيارات الإسعاف وشاحنات الوقود الضرورية لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية.

تؤكد هذه الجهود المصرية المتواصلة على التزام القاهرة الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني في ظل الظروف القاسية التي يمر بها. فمنذ بداية الأزمة، لم تتوانَ مصر عن بذل كل ما في وسعها لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، والتنسيق مع الأطراف الدولية لضمان وصول الإمدادات الحيوية إلى المحتاجين في غزة، رغم التحديات اللوجستية والأمنية الكبيرة.

وتلعب هذه المساعدات دورًا حيويًا في التخفيف من حدة النقص الحاد في المواد الأساسية داخل القطاع، حيث يعاني السكان من ظروف معيشية صعبة للغاية، ونقص في الغذاء والماء والدواء والمأوى. ومع استمرار الحصار والعمليات العسكرية، تظل الحاجة ماسة إلى المزيد من الدعم الإنساني لضمان صمود السكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتتزامن هذه التحركات مع دعوات دولية متزايدة لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة وفتح جميع المعابر البرية لضمان وصول الإمدادات الكافية. وتشدد المنظمات الإنسانية على ضرورة تسهيل عملها وتوفير الحماية اللازمة لفرق الإغاثة لتمكينها من الوصول إلى جميع المناطق المتضررة داخل القطاع.