لغز الرجل الأنيق في اللوفر: الصورة الفيروسية التي حيرت الإنترنت بعد
جاري التحميل...
لغز الرجل الأنيق في اللوفر: الصورة الفيروسية التي حيرت الإنترنت بعد
بنطال كحلي، قميص أبيض وربطة عنق زرقاء فاتحة. سترة وسترة علوية بلون البيج. معطف أسود وقبعة رمادية. يقف الرجل، شديد الأناقة، بجانب رجال الشرطة بزيّهم الداكن التقليدي. ينظر إلى الأفق، وتوحي تعابير وجهه بتركيز شديد أو ربما حذر. من هو هذا الرجل ذو الأناقة العتيقة، ويده اليسرى في جيبه، ومظلة بمقبض على شكل عصا بنقشة الترتان في يده اليمنى؟ يدور المشهد عند مدخل متحف اللوفر يوم الأحد 19 أكتوبر 2025، بعد ساعات قليلة من "سرقة القرن".
لم يتطلب الأمر أكثر من ذلك لآلة الانتشار الفيروسي على وسائل التواصل الاجتماعي لتنطلق بأقصى سرعة، مصحوبة، كالعادة، بنظرياتها الواهية. على منصات X وإنستغرام وسناب شات، سرعان ما استنتج البعض أن هذا الشاب ذو المظهر الشبيه بشخصيات "بيكي بلايندرز" سيكون مسؤولاً عن حل لغز السطو المذهل على أشهر متحف في العالم. وأن الوريث الروحي لشيرلوك هولمز وهركول بوارو سيعثر على سارقي المجوهرات النابليونية الثمينة.
مقال توماس ليغران
خصصت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا مقالًا كاملاً لهذه الصورة. الأمريكيون بارعون في سرد القصص، لكنهم يميلون أحيانًا إلى إعادة تدوير نفس الكليشيهات. علاوة على ذلك، ووفقًا لقوالبنا النمطية الفرنسية، لا يرى "رعاة البقر" باريس إلا من خلال الأناقة، "أوه لا لا، كرواسون، باغيت".
هل لهذا السبب انتشرت فكرة المحقق الأنيق على الفور على الشبكات الاجتماعية، خاصة عبر المحيط الأطلسي؟ ومع ذلك، فقد علمتنا مسلسلات "لي كوردييه، قاضٍ وشرطيون" و"جولي ليسكو" جيدًا: المحققون الفرنسيون يرتدون سراويل جينز ضيقة، وقمصانًا ضيقة، وشارات برتقالية ضيقة.
إذن، فرضية أخرى، هل يمكن أن يكون الأمر متعلقًا بالذكاء الاصطناعي (AI)؟ أصبحت الصور المعدلة أو الإبداعات الأخرى المولدة بالذكاء الاصطناعي أمرًا عاديًا منذ أن أدت أدوات مجانية مثل Grok، على منصة X، إلى تعميم هذه الممارسة.
بينما كان معظم مستخدمي الإنترنت يكتفون بالاستمتاع بوجود هذا الرجل الذي يرتدي قبعة فيدورا في عام 2025، اتصلت صحيفة نيويورك تايمز بتيبو كامو، المصور من وكالة أسوشيتد برس. وقد أكد أن الرجل الذي التقطه في الصورة كان بالفعل رجلاً حقيقيًا، وليس مجرد خيال لذكاء اصطناعي طُلب منه إضافة محقق غامض. صرح المصور قائلاً: "لا أعرفه. لا أعرف ما إذا كان فرنسيًا. ربما هو سائح؟ ربما هو إنجليزي."
أي شخص أقام في باريس لفترة كافية قد صادف بالفعل مثل هؤلاء الأشخاص الغريبي الأطوار. يرتدون ملابس أنيقة للغاية، ذات إطلالات تبدو قديمة وعصرية في آن واحد، يضيفون جمالًا وكليشيهات إلى شوارع باريس، عادة في الأحياء الراقية والسياحية. وهذا بالضبط وصف "حي اللوفر" المذكور.
كدليل، قدم المصور الفرنسي أيضًا للصحيفة الأمريكية صورة من نفس السلسلة. نفس المكان، نفس اللحظة، نفس رجال الشرطة، ومارة مختلفون. انتهى التحقيق.