تصاعد الجدل السياسي حول ضريبة زوكمان المقترحة على الثروات الكبيرة في فرنسا
جاري التحميل...

تصاعد الجدل السياسي حول ضريبة زوكمان المقترحة على الثروات الكبيرة في فرنسا
تحليل معمق - يؤكد الاشتراكيون أنهم سيتجهون نحو حجب الثقة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن هذا الموضوع الضريبي الحاسم. نظرة عامة على الآليات المقترحة.
يبدو أن اقتراح الحزب الاشتراكي قد لاقى مصير الورود الذابلة. فبعد أن تفتحت في النقاش حول الميزانية يوم الجمعة عبر تعديل قدمه الحزب الاشتراكي، تم دفنها صباح يوم الاثنين بتصريح من المتحدثة باسم الحكومة. صرحت مود بريجون على قناة RMC-BFMTV قائلة: "يمكنكم تسميتها ضريبة زوكمان أو ضريبة زوكمان المخففة، ولكن طالما أنها تمس الجهاز الإنتاجي، المصانع أو الشركات الناشئة الكبرى التي تخلق الابتكار، فإننا سنكون ضدها". وهكذا، بينما من المقرر أن يتم فحص الجزء من الميزانية الذي يتناول موضوع فرض الضرائب على الأثرياء هذا الأربعاء في الجمعية، يتصاعد التوتر في النقاش بين الحزب الاشتراكي والسلطة التنفيذية.
في الواقع، عند دخولهم المفاوضات قبل بضعة أسابيع، طالب الاشتراكيون بشدة بتطبيق ضريبة زوكمان الشهيرة الآن، وهي ضريبة حد أدنى بنسبة 2% على الثروات التي تتجاوز 100 مليون يورو. يشمل هذا الإجراء في حسابه بشكل خاص "الأصول المهنية"، وهو ما يمثل نقطة خلاف رئيسية بين المعارضة والحكومة.
تعتبر الحكومة الفرنسية، ممثلة في تصريحات المتحدثة باسمها، أن أي ضريبة تستهدف "الجهاز الإنتاجي" أو "الشركات الناشئة الكبرى" ستكون ضارة بالاقتصاد. ويستند هذا الموقف إلى قناعة بأن فرض ضرائب على الأصول المهنية يمكن أن يثبط الاستثمار، ويعيق النمو، ويقلل من القدرة التنافسية للشركات الفرنسية على الساحة الدولية. كما يخشى المسؤولون الحكوميون من أن يؤدي ذلك إلى هروب رؤوس الأموال والشركات إلى دول ذات أنظمة ضريبية أكثر جاذبية، مما يؤثر سلباً على فرص العمل والابتكار في البلاد.
من جانبهم، يرى الاشتراكيون أن ضريبة زوكمان ضرورية لتحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية والمساهمة في تمويل الخدمات العامة. ويجادلون بأن الأثرياء يجب أن يتحملوا جزءاً أكبر من العبء الضريبي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. ويؤكدون أن هذه الضريبة، التي اقترحها الاقتصادي توماس زوكمان، ستساعد في تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتوفير موارد إضافية للدولة يمكن استخدامها في مجالات حيوية مثل التعليم والصحة والانتقال البيئي.
تكمن حساسية النقاش بشكل خاص في تعريف "الأصول المهنية" وكيفية تقييمها. فبينما يرى الاشتراكيون أن إدراج هذه الأصول ضروري لضمان فعالية الضريبة وعدم تحايل الأثرياء عليها بتحويل ثرواتهم إلى استثمارات مهنية، تخشى الحكومة من أن يؤدي ذلك إلى تعقيدات إدارية كبيرة وتأثيرات سلبية غير مقصودة على الشركات التي تعد محركاً للاقتصاد. هذا الخلاف حول نطاق الضريبة يبرز التباين العميق في الرؤى الاقتصادية بين الطرفين.
تتجاوز هذه القضية مجرد خلاف حول بند في الميزانية لتصل إلى صراع سياسي محتدم. فتهديد الاشتراكيين باللجوء إلى حجب الثقة عن الحكومة يضع ضغوطاً هائلة على السلطة التنفيذية، التي تسعى جاهدة لتمرير مشروع قانون المالية. هذا التهديد يعكس مدى أهمية هذا الملف بالنسبة للمعارضة، التي ترى فيه فرصة لإعادة تعريف السياسة الضريبية في فرنسا وجعلها أكثر إنصافاً. ومع اقتراب موعد مناقشة هذا الجزء الحاسم من الميزانية في الجمعية الوطنية، تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية بحذر ما ستؤول إليه الأمور، وما إذا كان سيتم التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف أو أن الأزمة ستتعمق.

