العلاجات المائية ودورها الحيوي في الصحة والوقاية: رؤى الدكتورة حويّم سويدن ومبادرات المورادي

تؤكد الدكتورة حويّم سويدن، المديرة المركزية لمراكز العلاج بمياه البحر والمراكز الحرارية والسبا في سلسلة فنادق المورادي، على الدور الأساسي للعلاجات المائية في تحقيق الرفاهية والوقاية، مشددة على المسؤولية المجتمعية للقطاع. إن مكافحة التوتر وأمراض المفاصل ودعم النساء في مراحل حياتهن الكبرى: كلها أولويات في صميم بروتوكولات العلاج.

تذكّر الدكتورة سويدن بالأصل اليوناني لمصطلح العلاج بمياه البحر (Thalassothrapie): ثالاسا (بحر) وثيرافيا (علاج). يعتمد هذا التخصص على استخدام العناصر البحرية مياه البحر، الطحالب، الطين، المناخ والرمل لأغراض علاجية أو لاستعادة اللياقة البدنية، ويفضل أن يكون ذلك تحت إشراف طبي. مياه البحر، الغنية بالأملاح المعدنية والعناصر النزرة، تقدم فوائد متعددة، خاصة بفضل اليود الذي يدعم وظيفة الغدة الدرقية، وهي غدة أساسية تؤثر على القلب والوزن والتمثيل الغذائي.

على عكس العلاج بمياه البحر الذي يتطلب موقعًا على شاطئ البحر، يستخدم العلاج بالمياه المعدنية (Thermalisme) مياه الينابيع القادمة من الجبال. مياه البحر، المشحونة بالأيونات السالبة، تسمح بتبادل أيوني عند الغمر، مما يعيد توازن الجسم ويوفر الاسترخاء والرفاهية. يشبه التأثير الميكانيكي لحمامات التدليك المائي تأثير التدليك.

أما المياه الحرارية، الغنية بالبيكربونات والكبريت والزنك والكبريتيد، فتمتلك خصائص مضادة للالتهابات فعالة بشكل خاص للجهاز التنفسي أو مشاكل الجلد مثل الصدفية والأكزيما. تعالج العلاجات الحرارية أيضًا أمراض الجهاز الهضمي والقلب والمناعة الذاتية، بالإضافة إلى حصوات المسالك البولية والسمنة.

مرافقة المرأة في جميع مراحل حياتها

في مواجهة التوتر المنتشر في كل مكان، تشهد علاجات الاسترخاء نجاحًا متزايدًا. تستجيب المراكز لذلك من خلال التأثير المهدئ للمياه البحرية أو الحرارية، وتأثير الأيونات المعيد للتوازن، والتدليك المريح، والعلاج الانعكاسي للقدم أو اليد، الذي يعمل على مناطق الانعكاس لتنسيق الأعضاء الداخلية.

يعالج العلاج بمياه البحر أيضًا مشاكل المفاصل والعضلات، ويساعد على فقدان الوزن ويحسن الدوالي.
تجد هذه العلاجات فائدتها الكاملة في كل مرحلة من مراحل حياة المرأة، من المراهقة إلى سن اليأس. خلال فترة الحمل (بناءً على استشارة طبية)، أو بعد الولادة، أو في سن اليأس، توفر هذه العلاجات الاسترخاء والدعم النفسي. كما أنها تمنع هشاشة العظام وضمور العضلات، وتعالج أمراض المفاصل، خاصة من خلال العلاج الحركي المائي ولفائف الطحالب.

التزام فنادق المورادي بحملة أكتوبر الوردي

في شهر أكتوبر، أطلقت سلسلة فنادق المورادي حملة وطنية واسعة للتوعية بسرطان الثدي في جميع منشآتها، من الشمال إلى الجنوب. استهدفت المبادرة في البداية موظفيها ثم زبائنها، بهدف توفير معلومات حول المرض وأسبابه وأعراضه، وقبل كل شيء، وسائل الوقاية وبروتوكول الفحص المبكر، مما يسد نقص الوصول إلى المعلومات في بعض المناطق.

بالإضافة إلى التوعية، قدمت السلسلة دعمًا ملموسًا للنساء المتضررات من المرض: تم التبرع بنسبة 5% من قيمة كل علاج أو خدمة في مراكز العلاج بمياه البحر والمراكز الحرارية التابعة لها لجمعية "أحنا معاك". وقد لاقت هذه اللفتة التضامنية ردود فعل إيجابية للغاية. أظهرت الزبائن والموظفات حرصًا على تعلم إجراءات الوقاية والفحص المبكر. ولاحظت الدكتورة سويدن أن النساء أصبحن أكثر اطلاعًا وطمأنينة وأقل قلقًا بعد انتهاء المبادرة.

مفاتيح الوقاية الفعالة

تذكّر الدكتورة سويدن بمقولة الوقاية خير من العلاج، وتفرق بين ثلاثة مستويات للوقاية. الوقاية الأولية تستهدف الأشخاص الأصحاء وتعتمد على قواعد نمط حياة صحي: تجنب التوتر، النوم الكافي والمبكر للوقاية من أمراض القلب وبعض أنواع السرطان، ممارسة رياضة مناسبة، الحفاظ على وزن مثالي (مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و 24.9)، الامتناع عن التدخين (بما في ذلك التدخين السلبي) والكحول.