افتتاح مجمع المختار الإسلامي بالمنيا بتكلفة 8 ملايين جنيه لخدمة المجتمع

أعلنت مديرية الأوقاف بمحافظة المنيا، اليوم الجمعة، عن الافتتاح الرسمي لمجمع المختار الإسلامي المتكامل في قرية الشرقية التابعة لمركز سمالوط. يمتد هذا المجمع على مساحة 200 متر مربع، وقد بلغت تكلفة إنشائه حوالي 8 ملايين جنيه مصري، ويضم في جنباته مسجدًا جامعًا ومدرسة متخصصة لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، ليصبح بذلك منارة جديدة للعلم والإيمان في المنطقة.

وقد شهد حفل الافتتاح البهيج حضورًا رفيع المستوى، تقدمه الدكتور عمرو خليفة، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنيا، والدكتور أحمد عزمي، مدير إدارة الدعوة بالمديرية، بالإضافة إلى السيد عويس قاسم، رئيس مركز ومدينة سمالوط. كما حضر الحفل كوكبة من كبار شيوخ الأوقاف والأزهر الشريف، ومديري الإدارات المختلفة بمركز سمالوط، وجمع غفير من أهالي القرية والمناطق المجاورة الذين توافدوا لمشاهدة هذا الإنجاز الكبير.

يُعد مجمع المختار الإسلامي إضافة نوعية ومهمة للبنية التحتية الدينية والتعليمية في المنطقة، حيث سيقدم خدمات جليلة لأهالي قرية الشرقية والقرى المجاورة. ويهدف المجمع إلى تعزيز الدور المحوري للمساجد كمنارات للعلم والهداية، ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال، ومحاربة الأفكار المتطرفة، وغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس النشء.

وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد الدكتور عمرو خليفة، وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، أن افتتاح المساجد الجديدة وتجهيزها لتكون مراكز إشعاع للهداية ونشر قيم الوسطية والاعتدال، يأتي على رأس أولويات الوزارة. وأوضح أن هذا التوجه يأتي تنفيذًا لتوجيهات معالي وزير الأوقاف، الذي يشدد على أهمية التوسع في عمارة بيوت الله وتفعيل دورها الدعوي والتثقيفي والمجتمعي الشامل، بما يخدم الصالح العام ويعزز الوعي الديني الصحيح ويحصن الشباب من الأفكار الهدامة.

وأضاف الدكتور خليفة أن الوزارة لا تكتفي ببناء المساجد فحسب، بل تعمل جاهدة على تطوير المحتوى الدعوي والخطابي، وتأهيل الأئمة والخطباء ليكونوا قدوة حسنة ومصدرًا موثوقًا للمعرفة الدينية المستنيرة. وأشار إلى أن مجمع المختار الإسلامي يمثل نموذجًا يحتذى به في الجمع بين العبادة والتعليم، مما يضمن تنشئة جيل واعٍ ومثقف دينيًا.

من جانبه، أشار الدكتور أحمد عزمي، مدير إدارة الدعوة بالمديرية، إلى أن افتتاح مجمع المختار الإسلامي اليوم يمثل نموذجًا مشرفًا ورائدًا للتكافل المجتمعي والتعاون البناء بين أفراد المجتمع. وأكد أن هذا المشروع هو دليل ساطع على حرص أهل الخير والعطاء على خدمة دينهم ووطنهم، من خلال المساهمة في بناء صروح العلم والإيمان التي تخدم الأجيال الحالية والمستقبلية، وتوفر بيئة مناسبة لتعليم القرآن الكريم وحفظه.

وتلعب مدرسة تحفيظ القرآن الكريم داخل المجمع دورًا حيويًا في رعاية الأجيال الصاعدة، حيث ستوفر بيئة تعليمية متكاملة لتعليم الأطفال والشباب كتاب الله وسنة نبيه الكريم. وتهدف المدرسة إلى تخريج حفظة للقرآن الكريم، قادرين على فهم معانيه وتطبيق أحكامه، مما يسهم في بناء شخصيات متوازنة ومتمسكة بقيمها الدينية والوطنية.

ويُتوقع أن يكون للمجمع تأثير إيجابي كبير على الحياة الدينية والاجتماعية في قرية الشرقية والمناطق المحيطة بها. فبالإضافة إلى كونه مكانًا لأداء الصلوات والعبادات، سيصبح مركزًا للأنشطة الثقافية والدينية، وورش العمل، والدروس العلمية التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، مما يعزز الروابط المجتمعية ويساهم في التنمية الشاملة للمنطقة.

ويأتي هذا الافتتاح ضمن خطة وزارة الأوقاف الطموحة لتطوير وتجديد المساجد في جميع أنحاء الجمهورية، وتأكيدًا على دورها الرائد في خدمة المجتمع ونشر الفكر الديني الوسطي المستنير، الذي يتماشى مع تعاليم الإسلام السمحة ويحقق الأمن الفكري للمواطنين.