وزيرة البيئة البرازيلية تدعو لخارطة طريق عالمية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري

حثت وزيرة البيئة البرازيلية، مارينا سيلفا، جميع الدول على التحلي بالشجاعة لمعالجة الحاجة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، واصفةً وضع خارطة طريق لذلك بأنه استجابة "أخلاقية" لأزمة المناخ.

وشددت، مع ذلك، على أن العملية ستكون طوعية للحكومات التي ترغب في المشاركة، و"محددة ذاتيًا".

تعد هذه القضية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في قمة كوب30 في البرازيل، حيث تتنازع الدول حول ما إذا كان يمكن مناقشة خارطة طريق كهذه وكيفية ذلك. وبصفتها المضيف، تلتزم البرازيل الحياد بحذر بشأن ما يمكن أن يدرج في جدول الأعمال الرسمي.

تحدثت سيلفا بموافقة عن إمكانية وضع خارطة طريق، دون أن تلزم البرازيل بها صراحةً. وقالت: "عندما يكون لدينا تضاريس أو بيئة قاتمة للغاية، فمن الجيد أن يكون لدينا خريطة. لكن الخريطة لا تجبرنا على السفر أو التسلق."

وفي مقابلة حصرية مع صحيفة الغارديان، أضافت: "الخريطة هي إجابة لمعرفتنا العلمية [بأزمة المناخ]. إنها إجابة أخلاقية."

ترغب عشرات الدول المجتمعة في بيليم لحضور قمة الأمم المتحدة للمناخ، التي تدخل أسبوعها الثاني، في تحديد كيفية عمل التخلص التدريجي العالمي من الوقود الأحفوري. إنهم يرغبون في البناء على قرار تاريخي اتخذ قبل عامين في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب28) في دبي بشأن "الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري".

لم يكن هذا الوعد مرفقًا بجدول زمني أو تفاصيل حول كيفية تحقيقه، وعلى الرغم من إقراره بالإجماع، فقد حاولت بعض الدول منذ ذلك الحين التنصل من هذا التعهد. وقد أحبطت محاولات العام الماضي لتوضيح ما يعنيه ذلك عمليًا بسبب معارضة الدول المنتجة للنفط في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب29) في أذربيجان، التي تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط والغاز.

ونتيجة لذلك، لم يرد ذكر للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري في نتائج مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين.

لهذه الأسباب، كانت البرازيل حذرة من دعوات بعض الدول لوضع الانتقال على جدول أعمال كوب30. لكن سيلفا عملت بجد خلف الكواليس لضمان إمكانية مناقشة التعهد في القمة خارج جدول الأعمال الرسمي.

وقد أقنعت رئيس البرازيل، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي أشار علنًا ثلاث مرات إلى الحاجة إلى "الابتعاد عن الاعتماد على الوقود الأحفوري" في قمة قادة العالم التي سبقت كوب30، وفي افتتاح المؤتمر.

قالت مارينا سيلفا: "هذا شيء نعلم أنه كان يجب طرحه في مرحلة ما، لأنه السبيل الوحيد لمواجهة المشكلة من جذورها. نحن ندرك أن الأمر ليس سهلاً، ولا يمكننا بيع آمال كاذبة. طرح الموضوع شجاعة، وآمل أن أرى هذه الشجاعة من الجميع، من المنتجين والمستهلكين."

وقالت إن البرازيل لم تبدأ الدعوة إلى التخلص التدريجي، لأن ذلك تم في كوب28. وبدلاً من ذلك، كانت تسمح بإجراء المناقشات وفقًا لما رغبته بعض الدول. وأضافت: "نعلم أن هذه المواضيع حساسة. وسنمنح الفرصة لمناقشتها."

لا يوجد وقت كافٍ في كوب30 لوضع خارطة طريق، وهي عملية قالت سيلفا إنها قد تستغرق عدة سنوات لأن العديد من الدول تواجه قضايا معقدة تتعلق بالاعتماد على الوقود الأحفوري، أو ترغب في استخدام عائدات بيع الوقود الأحفوري لتمويل تنميتها.

وقالت: "البرازيل تثير الموضوع، لأن البرازيل منتج ومستهلك في آن واحد. لكن البرازيل مختلفة، لأن البرازيل، إذا أرادت، لا تحتاج إلى الاعتماد على الوقود الأحفوري. علينا أن نفهم أن هناك بعض الدول التي تعتمد على الوقود الأحفوري في اقتصاداتها وليس لديها حلول سهلة، ودول أخرى يشكل الوقود الأحفوري أساس اقتصادها."

"أن تكون عادلاً يعني أن تكون عادلاً مع الجميع، لكن العدالة الأساسية والأولية هي ألا تكون ظالمًا للكوكب، لأنه بيتنا."

إذا حصل التعهد على دعم كافٍ، يمكن لكوب30 إنشاء منتدى يمكن فيه بدء عملية وضع خارطة طريق للتخلص التدريجي.

وقالت سيلفا إن العملية ستتطلب حوارًا مع جميع الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) ومعايير لكيفية سير العملية. وأضافت: "بمجرد أن يكون لدينا معايير، يمكن وضع هيكل حوكمة؛ وبمجرد أن يكون لدينا استراتيجية، وننشئ ضمانات لترسيخ الثقة في العملية، أعتقد أنه بهذه العناصر يمكننا تحويل الأفكار الجيدة إلى خطوات أكثر وضوحًا وواقعية."