هجوم سيبراني يعطل حركة الطيران في مطار برلين: آلاف المسافرين يواجهون تأخيرات كبيرة
جاري التحميل...

هجوم سيبراني يعطل حركة الطيران في مطار برلين: آلاف المسافرين يواجهون تأخيرات كبيرة
شهد مطار برلين براندنبورغ (BER) يوم السبت، 20 سبتمبر 2025، حالة من الفوضى والارتباك بعد أن تسبب هجوم سيبراني واسع النطاق في تعطيل أنظمة التشغيل الرئيسية، مما أدى إلى تأخيرات وإلغاءات في عشرات الرحلات الجوية. وقد تقطعت السبل بآلاف المسافرين الذين كانوا يستعدون للسفر أو العودة إلى ديارهم، مما أثار مخاوف جدية بشأن أمن البنية التحتية الحيوية في ألمانيا وأوروبا.
بدأ الهجوم في الساعات الأولى من صباح السبت، حيث تعطلت أنظمة تسجيل الوصول، ومعالجة الأمتعة، وحتى بعض شاشات عرض معلومات الرحلات. وعلى الرغم من أن أنظمة التحكم في الحركة الجوية لم تتأثر بشكل مباشر، إلا أن تعطل العمليات الأرضية أدى إلى شلل شبه كامل في حركة الطائرات. وقد أظهرت الصور من المطار صالات مكتظة بالمسافرين الغاضبين والمرهقين، الذين كانوا يبحثون عن معلومات أو حلول بديلة لرحلاتهم الملغاة أو المؤجلة.

أشخاص في مطار برلين براندنبورغ (BER) بعد أن تسبب هجوم سيبراني في تأخيرات، في برلين، ألمانيا، يوم السبت 20 سبتمبر 2025. (كارستن كوال/وكالة الأنباء الألمانية عبر أسوشيتد برس)
استجابة السلطات والتحقيقات الجارية
أكد متحدث باسم مطار برلين أن الهجوم كان "معقدًا وموجهًا"، وأن فرق الأمن السيبراني تعمل على مدار الساعة لاستعادة الأنظمة المتأثرة. وأضاف المتحدث: "نحن نعمل بالتعاون الوثيق مع السلطات الأمنية وخبراء الأمن السيبراني لتحديد مصدر الهجوم واحتوائه. أولويتنا القصوى هي سلامة وأمن مسافرينا وموظفينا، واستعادة العمليات الطبيعية في أقرب وقت ممكن."
بدأت الشرطة الفيدرالية الألمانية والمكتب الفيدرالي لأمن المعلومات (BSI) تحقيقًا فوريًا في الحادث. وتشير التقارير الأولية إلى أن الهجوم قد يكون من نوع "برامج الفدية" (Ransomware) أو هجوم حجب الخدمة الموزع (DDoS)، لكن لم يتم تأكيد أي تفاصيل حتى الآن. وقد حذر خبراء الأمن السيبراني منذ فترة طويلة من تزايد استهداف البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطارات والموانئ وشبكات الطاقة، من قبل جماعات القرصنة المدعومة من الدول أو العصابات الإجرامية.
تأثير الهجوم على المسافرين والاقتصاد
لم يقتصر تأثير الهجوم على الإزعاج الذي لحق بالمسافرين فحسب، بل امتد ليشمل خسائر اقتصادية كبيرة لشركات الطيران والمطار نفسه. فقد اضطرت العديد من شركات الطيران إلى تحويل رحلاتها إلى مطارات أخرى أو إلغائها بالكامل، مما أثر على جداولها التشغيلية في جميع أنحاء أوروبا. كما أن التأخيرات الطويلة أدت إلى تكاليف إضافية للمسافرين، بما في ذلك الإقامة في الفنادق وتغيير حجوزات السفر.
عبر العديد من المسافرين عن إحباطهم الشديد. قالت سارة مولر، مسافرة كانت متجهة إلى لندن: "لقد أمضيت خمس ساعات في طابور تسجيل الوصول قبل أن يتم إبلاغي بإلغاء رحلتي. لا توجد معلومات واضحة، والفوضى تعم المكان. هذا أمر غير مقبول." بينما أشار بيتر شميدت، الذي كان ينتظر رحلة إلى ميونيخ، إلى أن "هذا الهجوم يظهر مدى ضعفنا أمام التهديدات السيبرانية. يجب على الحكومات والمؤسسات الاستثمار بشكل أكبر في حماية أنظمتها."
دروس مستفادة وتحديات مستقبلية
يسلط هذا الحادث الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة لتعزيز الدفاعات السيبرانية للبنية التحتية الحيوية. فالمطارات، كونها نقاط عبور رئيسية للأشخاص والبضائع، تمثل أهدافًا جذابة للمهاجمين الذين يسعون إلى تعطيل الحياة اليومية أو تحقيق مكاسب مالية. يتطلب الأمر استراتيجيات أمن سيبراني شاملة، تتضمن التحديث المستمر للأنظمة، وتدريب الموظفين، ووضع خطط استجابة فعالة للحوادث.
مع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال الأهم هو متى ستعود العمليات في مطار برلين إلى طبيعتها بالكامل. وبينما تعمل الفرق الفنية على مدار الساعة، فإن هذا الهجوم يمثل تذكيرًا صارخًا بأن العالم الرقمي يحمل معه تحديات أمنية لا يمكن تجاهلها، وأن الاستعداد لمواجهتها أصبح ضرورة قصوى في عصرنا الحالي.