غابرييل أتال وكريستين كيلي يناقشان تصاعد العنف والتحرش بين الشباب
جاري التحميل...

غابرييل أتال وكريستين كيلي يناقشان تصاعد العنف والتحرش بين الشباب
حوار خاص - لقد جعل رئيس الوزراء ووزير التربية الوطنية السابق من مكافحة التحرش أحد أهم معاركه. في كتابها لماذا أنا؟ (فايار)، تروي كريستين كيلي كيف تعرضت هي نفسها للتحرش في فترة المراهقة. يناقشان تصاعد العنف بين الشباب، على خلفية أزمة السلطة وتفكك الأسرة.
لو فيغارو ماغازين. - كريستين كيلي، في كتابك لماذا أنا؟، تتحدثين عن التحرش الذي تعرضت له في شبابك. غابرييل أتال، لقد جعلت من هذا الموضوع أحد معاركك الرئيسية، بصفتك رئيسًا لجمعية مواجهة التحرش. لماذا هذه القضية عزيزة على قلبك؟
غابرييل أتال. - لقد جعلت من هذا الموضوع معركة عندما أصبحت وزير دولة للشباب، ثم وزيرًا للتربية الوطنية. إنها أولاً معركة من أجل المدرسة. هدفي هو أن تنقل المدرسة المعرفة وترفع المستوى العام. ومع ذلك، لا يمكننا أن نأمل في رفع المستوى إذا تدهور المناخ المدرسي بسبب التحرش. فالطفل الذي يتعرض للتحرش، أو الفصل الذي يتعرض فيه طالب للتحرش، أو الأستاذ الذي يواجه هذا الوضع، لا يمكنهم التعلم أو التدريس في ظروف جيدة. علاوة على ذلك، إنها معركة من أجل المجتمع. أنا أؤمن بمجتمع يقوم على التسامح وقبول الآخر. ومن خلال مكافحة التحرش في المدرسة، نزرع بذور مجتمع أكثر احترامًا وتفهمًا. إنها ليست مجرد قضية تعليمية، بل هي أساس لبناء مواطنين قادرين على التعايش بسلام واحترام متبادل.
لو فيغارو ماغازين. - السيدة كيلي، تجربتك الشخصية مع التحرش تمنحك منظورًا فريدًا. كيف ترين العلاقة بين هذه التجارب الفردية والظواهر المجتمعية الأوسع مثل أزمة السلطة وتفكك الأسرة؟
كريستين كيلي. - تجربتي كانت مؤلمة للغاية، وقد دفعتني لكتابة "لماذا أنا؟". أرى أن التحرش ليس مجرد سلوك فردي، بل هو عرض لأمراض مجتمعية أعمق. عندما تتفكك الأسرة، وتهتز أركان السلطة سواء في المنزل أو المدرسة، يفقد الشباب بوصلتهم. يصبحون أكثر عرضة للتأثر بالضغوط السلبية، وأحيانًا يتحولون هم أنفسهم إلى محرضين أو معتدين، بحثًا عن شعور بالقوة أو الانتماء. إن غياب الإطار المرجعي الواضح والقيم الثابتة يترك فراغًا يملأه العنف أو السلوكيات المدمرة.
لو فيغارو ماغازين. - السيد أتال، بصفتك وزيرًا سابقًا للتربية الوطنية، ما هي الإجراءات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتعزيز السلطة في المدارس وإعادة بناء الثقة بين الطلاب والمعلمين والإدارة؟
غابرييل أتال. - تعزيز السلطة لا يعني القمع، بل يعني وضع حدود واضحة وتطبيقها بصرامة وعدالة. يتطلب ذلك تدريبًا أفضل للمعلمين على إدارة الفصول الدراسية والتعامل مع السلوكيات الصعبة، وتوفير دعم نفسي واجتماعي للطلاب الذين يواجهون صعوبات. كما يجب أن تكون هناك سياسة عدم تسامح مطلقة مع أي شكل من أشكال العنف أو التحرش، مع عواقب واضحة ومحددة. يجب أن يشعر كل طالب ومعلم بالأمان والاحترام داخل أسوار المدرسة، وأن يدرك الجميع أن هناك نظامًا يحميهم ويضمن حقوقهم. هذا هو الأساس لإعادة بناء الثقة.
كريستين كيلي. - أضيف أن دور الآباء حيوي. لا يمكن للمدرسة أن تقوم بكل شيء بمفردها. يجب أن يكون هناك حوار مستمر بين المدرسة والأسرة، وأن يدرك الآباء مسؤوليتهم في غرس القيم الأخلاقية واحترام الآخر في أبنائهم. أزمة السلطة تبدأ غالبًا في المنزل، وتنعكس في المدرسة والمجتمع الأوسع. إذا لم يكن هناك احترام للسلطة الأبوية، فمن الصعب أن يتوقع المرء احترامًا لسلطة المعلم أو القانون.
لو فيغارو ماغازين. - هل ترون أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا في تفاقم هذه الظواهر، خاصة التحرش الإلكتروني؟
غابرييل أتال. - بالتأكيد. وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة جديدة للتحرش، وغالبًا ما تكون أكثر قسوة لأنها تتيح للمتحرش الاختباء خلف شاشات، مما يقلل من شعوره بالمسؤولية. يجب أن نعمل مع منصات التواصل الاجتماعي لتطوير آليات أفضل للكشف عن التحرش والإبلاغ عنه، وتثقيف الشباب حول الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت. كما يجب أن تكون هناك حملات توعية مستمرة حول مخاطر التحرش الإلكتروني وعواقبه القانونية والنفسية.
كريستين كيلي. - التحرش الإلكتروني لا يترك آثارًا جسدية، لكنه يترك ندوبًا نفسية عميقة قد تستمر لسنوات. يجب أن نعلّم أطفالنا أن الكلمات على الإنترنت لها نفس قوة الكلمات في الواقع، وأن الاحترام يجب أن يكون حاضرًا في جميع التفاعلات، سواء كانت وجهاً لوجه أو عبر الشاشات. إن بناء المرونة النفسية لدى الشباب لمواجهة هذه التحديات الرقمية أمر بالغ الأهمية.
لو فيغارو ماغازين. - ما هي رسالتكما الأخيرة للشباب وللآباء في مواجهة هذه التحديات؟
غابرييل أتال. - رسالتي للشباب هي ألا تخافوا من التحدث وطلب المساعدة إذا كنتم تتعرضون للتحرش. لستم وحدكم، وهناك دائمًا من يستطيع مساعدتكم. وللآباء، كونوا حاضرين في حياة أبنائكم، استمعوا إليهم، وكونوا قدوة حسنة لهم. إن وجودكم ودعمكم هو الدرع الأقوى لأبنائكم.
كريستين كيلي. - رسالتي هي أن الأمل موجود دائمًا. يمكننا التغلب على هذه التحديات إذا عملنا معًا، كأفراد ومجتمعات. يجب أن نزرع ثقافة التعاطف والتضامن، وأن نؤمن بقدرة شبابنا على بناء مستقبل أفضل وأكثر إنسانية. كل فرد لديه القدرة على إحداث فرق إيجابي في حياة الآخرين.

