اعتقال أعضاء مشتبه بهم من جماعة

بعد أن ألقت الشرطة الإسبانية وقسم مكافحة الإرهاب في يوروبول القبض على ثلاثة أعضاء مشتبه بهم من جماعة "القاعدة" (The Base) وهي جماعة إرهابية نازية جديدة محظورة عالمياً في مقاطعة كاستيلون الشرقية، أظهر زعيمها الأمريكي المقيم في روسيا تحدياً وألمح إلى مزيد من الإجراءات.

في رسالة نصية إلى صحيفة الغارديان، وصف رينالدو نازارو الاعتقالات بأنها "مثال آخر للاضطهاد السياسي" من قبل الحكومات العالمية التي "تبرر بشكل أكبر مقاومتنا لحكمها المهيمن بأي وسيلة ضرورية".

يؤكد وجود الجماعة في شبه الجزيرة الأيبيرية كيف أن علامتها التجارية الأمريكية من التطرف، التي تمجد العنف المفرط وتتخذ من التمرد المسلح ضد الدولة نموذجاً لها، تستمر في الانتشار والتصدير إلى الخارج. ويُشتبه أيضاً في أن نازارو وجماعة "القاعدة" لديهما صلات بوكالات التجسس التابعة للكرملين ويساعدان في جهودهم الأوسع للتخريب.

صُدم الخبراء بمستوى التنظيم وترسانة الأسلحة التي تمكنت الخلية من تحقيقها داخل أوروبا.

"كانت هذه الخلية خطيرة بشكل خاص"، قال جوشوا فيشر-بيرش، باحث في شؤون الإرهاب في مشروع مكافحة التطرف الذي يتابع الحسابات الرقمية لجماعة "القاعدة". "يجب ملاحظة أن خلية الجماعة في إسبانيا كان لديها قناتها العامة الخاصة على تيليجرام، وهو أمر غير معتاد، حيث دعوا مراراً وتكراراً الآخرين للانضمام إلى الجماعة، وشاركوا صوراً لتدريبات الأسلحة، وحثوا على العمل المسلح."

في الأشهر الأخيرة، تصدرت جماعة "القاعدة" عناوين الأخبار، مدعية مسؤوليتها عن اغتيال ضابط أوكراني في كييف في يوليو وأعمال إرهابية أخرى داخل أوكرانيا. ثم، في الأسبوع الماضي، حكمت محكمة لوكسمبورغ بسجن عضو سويدي من جماعة "القاعدة" لتخطيطه لحدث يوقع إصابات جماعية في مسابقة يوروفيجن الغنائية السابقة.

يقول فيشر-بيرش إن الخلية الإسبانية كانت تؤيد علناً عمليات الجماعة في أوكرانيا كنوع من المثال، وتثني على جهودها لبدء دولة عرقية بيضاء في منطقة زاكارباتيا في البلد الذي مزقته الحرب. وبالمثل، دعت الخلية الإسبانية عبر الإنترنت إلى "قسوة محسوبة" ضد أعدائها المتصورين و"الحصول على أراضٍ جبلية لتشكيل مجتمعات بيضاء محمية ومكتفية ذاتياً وتدار ذاتياً".

يحتوي تفريغ بيانات لأنشطة خلية "القاعدة" الإسبانية على تيليجرام، والذي راجعته صحيفة الغارديان، على مقاطع فيديو دعائية وصور ومنشورات أخرى تظهر ما يبدو أنها بنادق آلية وأسلحة نارية أخرى. ويبدو أن تيد كازينسكي، الاسم القانوني لـ "يونابومبر" الذي أرسل رسائل مفخخة ومتفجرات أخرى إلى رجال الأعمال الأمريكيين من كوخه في مونتانا خلال السبعينيات والتسعينيات، يُعبد أيضاً من قبل الخلية.

"حرياتكم لا تموت"، تقول إحدى الرسائل التي أعادت الخلية الإسبانية نشرها، "بل تُقتل على يد أشخاص لهم أسماء وعناوين."

تُظهر عدة صور أخرى نموذجية لدعاية جماعة "القاعدة" الداخلية في الماضي رجالاً ملثمين يحملون علمها الأسود في الريف الإسباني وصوراً منمقة لأعضاء مسلحين في الغابات، إلى جانب منشورات تشيد بفوائد حرب الطائرات بدون طيار والبقاء على قيد الحياة.

"الأمر بسيط جداً"، يقول أحد منشوراتها في أبريل، "نحن نعيش من أجل القتال، ونضحي بأنفسنا من أجل النصر."