إدانة بولسونارو بمحاولة الانقلاب تثير احتفالات في البرازيل وغضبًا دوليًا

خرج آلاف البرازيليين إلى الشوارع ابتهاجًا بـ إدانة جايير بولسونارو بالتخطيط لانقلاب، بينما احتفل السياسيون التقدميون بالخطوة التاريخية وردت شخصيات يمينية مرتبطة بدونالد ترامب بالغضب والتهديدات.

قاد الرئيس التشيلي اليساري، غابرييل بوريك، التهاني الإقليمية على قرار سجن بولسونارو لمدة 27 عامًا لقيادته منظمة إجرامية سعت للاستيلاء على السلطة بعد خسارة الشعبوي اليميني المتطرف انتخابات عام 2022.

غرد بوريك قائلاً: "احترامي للديمقراطية البرازيلية التي صدت محاولة انقلاب وتحاكم وتدين اليوم المسؤولين عنها. لقد حاولوا تدميرها واليوم تخرج أقوى"، مضيفًا: "الديمقراطية دائمًا!"

قال الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو: "يجب إدانة جميع الانقلابيين. هذه هي قواعد الديمقراطية."

في أمريكا اللاتينية، يرتبط يوم 11 سبتمبر ارتباطًا عميقًا بالاستبداد والعنف: ففي هذا اليوم من عام 1973، أطلق الجنرال أوغوستو بينوشيه انقلابًا مدعومًا من الولايات المتحدة في تشيلي، والذي أدى إلى 17 عامًا من الحكم العسكري الوحشي قُتل خلالها الآلاف أو اختفوا قسريًا.

لكن يوم الخميس، احتفلت الحشود المبتهجة في عاصمة البرازيل، برازيليا، كيف أعطت إدانة بولسونارو معنى جديدًا لهذا التاريخ سيئ السمعة.

قال رينان فيدال، وهو موظف بنك كان يحتفل أيضًا بعيد ميلاده السابع والثلاثين بينما أُدين بولسونارو وسبعة متآمرين آخرين بمحاولة "إبادة" الديمقراطية البرازيلية: "أنا غارق في الفرح حقًا. هذا يوم رمزي جدًا بالنسبة لنا."

قال فيدال، الذي كان يرتدي علم قوس قزح على كتفيه: "إنه أفضل هدية عيد ميلاد على الإطلاق." وأضاف بينما كانت الألعاب النارية تتفجر فوق الحشد: "أنا جزء من مجتمع الميم، وكان مجتمعنا من أكثر المتضررين من حكومة بولسونارو. لذا بالنسبة لنا، إنها لحظة للاحتفال."

قالت يووكا ناني، 34 عامًا، إن جيلها يربط 11 سبتمبر بحدث فظيع آخر: هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. وأضافت: "لقد كان اليوم الذي غير تاريخ العالم الحديث"، وتابعت: "الآن في البرازيل [التاريخ] له معنى جديد، وهو إدانة بولسونارو."

كانت بياتريس ماتوس، عالمة الأنثروبولوجيا التي قُتل زوجها، الخبير في شؤون السكان الأصليين برونو بيريرا، في الأمازون مع الصحفي البريطاني دوم فيليبس خلال إدارة بولسونارو 2019-2023، حاضرة أيضًا في الحفل. يعتقد الكثيرون أن خطاب بولسونارو العنيف المؤيد للسلاح وتفكيكه للحماية البيئية وحماية السكان الأصليين ساعد في تهيئة الظروف للجريمة.

قالت ماتوس عن سقوط بولسونارو: "أشعر بالارتياح والسعادة والنار في عيني. يجب أن نحتفل. العدالة تتحقق!"

قال بيتو ماروبو، زعيم السكان الأصليين وعرّاب ابن بيريرا: "هذا يوم خاص لنا نحن السكان الأصليين وللأقليات... كنا الأكثر معاناة تحت حكم بولسونارو وهذا نفس من العدالة."

تباينت هذه الاحتفالات مع غضب مؤيدي بولسونارو، داخل البرازيل وخارجها.

اتهم نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو، ألكسندر دي مورايس، قاضي المحكمة العليا الذي أشرف على محاكمة بولسونارو، بـ "تدمير سيادة القانون" و "دفع العلاقات بين أمتينا العظيمتين إلى أحلك نقطة لها في قرنين".

قال إدواردو بولسونارو، ابن بولسونارو عضو الكونغرس، الذي أمضى شهورًا في الضغط على مسؤولي ترامب بشأن مصير والده، لوكالة رويترز إنه يتوقع "ردًا حازمًا بإجراءات من الحكومة الأمريكية" بعد حكم الخميس.

وصف ترامب بولسونارو بأنه ضحية "إعدام سياسي"، وفرض تعريفات بنسبة 50% على الواردات البرازيلية وأعلن عن عقوبات وإلغاء تأشيرات ضد قضاة المحكمة العليا ومسؤولين آخرين.

سُئل ترامب يوم الخميس عما إذا كان يخطط لفرض المزيد من العقوبات، فأجاب: "اعتقدت أنه كان رئيسًا جيدًا للبرازيل ومن المفاجئ جدًا أن [هذه الإدانة] يمكن أن تحدث."

وأضاف: "هذا يشبه إلى حد كبير ما حاولوا فعله معي. لكنهم لم ينجحوا في ذلك على الإطلاق."

قال ماركو روبيو، كبير دبلوماسيي ترامب: "سترد الولايات المتحدة وفقًا لذلك على حملة الاضطهاد هذه."