هل التنازل لليسار هو السبيل الوحيد لإنقاذ حكومة لوكورنو وميزانية فرنسا؟
جاري التحميل...

هل التنازل لليسار هو السبيل الوحيد لإنقاذ حكومة لوكورنو وميزانية فرنسا؟

مقال رأي - بهدف وحيد هو تجنب حجب الثقة، يبدو أن حكومة سيباستيان لوكورنو مستعدة للتخلي عن سياستها الاقتصادية بالرضوخ لابتزاز اليسار، هذا ما يأسف له الأمين العام السابق للمجلس الدستوري. ومع ذلك، يوضح أن هناك طريقًا آخر ممكنًا.
يُقال لنا إن أي شيء أفضل من رؤية سقوط حكومة لوكورنو. فالعواقب المترتبة على مثل هذا السقوط، سواء اتخذ شكل حجب ثقة أو استقالة جديدة لسيباستيان لوكورنو، ستكون كارثية: سيفرض حل البرلمان؛ وستؤدي الانتخابات التشريعية المبكرة إلى شل الفاعلين الاقتصاديين؛ وستفضي إما إلى جمعية وطنية جديدة منقسمة، أو إلى انتصار "اليمين المتطرف"؛ ولن يكون لدينا الوقت للتصويت على ميزانية، حتى في شكل قانون خاص احترازي بحت؛ وسيتفاقم العجز وسيتعب المقرضون؛ وسيظهر شبح التخلف عن السداد؛ وستتدهور صورة فرنسا بسرعة أكبر من القيمة الممنوحة لمتانة ماليتها العامة من قبل وكالات التصنيف الائتماني؛ وسينهار حجر الزاوية للمؤسسات، الذي هو بالفعل متزعزع، تحت وطأة فقدان المصداقية، وسيوجه كل طرف نظرة اتهام نحو المسؤول عن السبب الجذري لمشاكلنا: الـ...
إن هذا السيناريو الكارثي، الذي يُرسم أمام أعيننا، يهدف إلى تبرير التنازلات السياسية والاقتصادية التي قد تقدمها الحكومة. ولكن، هل يجب أن يكون الخوف من الانهيار هو الدافع الوحيد لصنع القرار؟ يؤكد الخبراء أن هناك بدائل تتطلب شجاعة سياسية ورؤية طويلة الأمد. فبدلاً من الاستسلام للابتزاز، يمكن للحكومة أن تختار الدفاع عن مبادئها الاقتصادية وتقديم رؤية واضحة للمستقبل المالي للبلاد، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة تحديات سياسية صعبة.
إن التنازل عن السياسات الاقتصادية الأساسية تحت الضغط لا يحل المشكلة على المدى الطويل، بل قد يؤدي إلى تآكل الثقة العامة في قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد بفعالية واستقلالية. كما أنه قد يمنح المجموعات المعارضة نفوذاً غير مبرر في العمليات التشريعية المستقبلية، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. إن الحفاظ على الانضباط المالي والالتزام بالمسؤولية الاقتصادية يجب أن يكونا أولوية قصوى، حتى في أوقات الأزمات السياسية.
الحكومة المسؤولة حقًا هي تلك التي تسعى إلى بناء توافق في الآراء على أساس الأهداف الوطنية المشتركة، بدلاً من الرضوخ للمطالب الحزبية الضيقة. يجب عليها أن تقدم رؤية ميزانية متماسكة وواضحة وتدافع عنها بقوة، حتى لو كان ذلك ينطوي على مخاطر حجب الثقة. إن نزاهة العملية الديمقراطية واستقرار المالية العامة هما أمران بالغا الأهمية. هذا النهج، على الرغم من أنه قد يكون محفوفًا بالمخاطر على المدى القصير، إلا أنه يبني مصداقية أكبر ومرونة أقوى للمستقبل، ويضمن أن القرارات المتخذة تخدم المصلحة العليا للوطن وليس فقط البقاء السياسي للحكومة.
