هشاشة العظام: مرض صامت يصيب واحدة من كل خمس نساء في تونس ويهدد صحة العظام

في تونس، تعاني واحدة من كل خمس نساء من هشاشة العظام، وهو مرض صامت يضعف العظام، حسبما أفادت الدكتورة هالة الساحلي، رئيسة قسم الروماتيزم والعظام بمستشفى الرابطة الجامعي بتونس.

جاء إعلان الدكتورة الساحلي خلال يوم توعوي مخصص للكشف عن هشاشة العظام لدى النساء اللواتي تبلغ أعمارهن 60 عامًا فما فوق، والذي نُظم يوم السبت 18 أكتوبر 2025، على هامش اليوم العالمي لهشاشة العظام الذي يُحتفل به سنويًا في 20 أكتوبر. وأضافت أن هذا المرض منتشر بشكل كبير في تونس، ويصيب النساء أكثر من الرجال، ولا تظهر عليه أي أعراض واضحة في مراحله الأولى، مما يجعله "المرض الصامت" الذي يكتشفه الكثيرون متأخرًا.

وأوضحت أن العديد من الأشخاص يكتشفون إصابتهم بالمرض فقط بعد حدوث كسر، غالبًا ما يكون ناتجًا عن التواء بسيط أو سقوط لا يسبب أي مضاعفات لدى الشخص السليم. وأوصت الدكتورة الساحلي بإجراء فحص دوري لكثافة العظام، مصحوبًا بتحاليل مخبرية، خاصة لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق أو المعرضين لخطر متزايد. فالكشف المبكر يتيح، في الواقع، إدارة أفضل للمرض وبدء العلاج المناسب قبل تفاقم الحالة وحدوث كسور خطيرة قد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض.

ووفقًا للدكتورة الساحلي، فإن النساء في سن اليأس معرضات بشكل خاص لهشاشة العظام بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في أجسادهن، وكذلك الأشخاص المصابون بأمراض عصبية أو مفصلية أو معوية مزمنة، أو أولئك الذين يتلقون علاجًا طويل الأمد بالكورتيكوستيرويدات. هذه العوامل تزيد من خطر فقدان كثافة العظام وتجعلها أكثر عرضة للكسور.

وحذرت الطبيبة من إهمال الكشف المبكر والعلاج، مذكرة بأن هشاشة العظام يمكن أن تسبب كسورًا خطيرة، خاصة في منطقة الحوض والعمود الفقري والمعصم. هذه الكسور لا تسبب الألم الشديد فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى إعاقة دائمة وتدهور في نوعية الحياة.

ووفقًا لدراسات دولية، فإن 25% من النساء المسنات اللواتي تعرضن لكسر في الحوض بسبب هشاشة العظام يتوفين في غضون ستة أشهر من الحادث، وذلك بسبب المضاعفات المرتبطة بالبقاء في الفراش لفترة طويلة، مثل الالتهاب الرئوي والجلطات الدموية وتقرحات الفراش. هذا يؤكد على خطورة المرض وضرورة التعامل معه بجدية.

كما شددت الدكتورة الساحلي على أهمية تبني نمط حياة يدعم صحة العظام، من خلال تفضيل نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د، والذي يمكن استكماله بالمكملات الغذائية عند الحاجة، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام، بمعدل لا يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع. وتشمل الأنشطة الموصى بها المشي السريع، والرقص، ورفع الأثقال الخفيفة، والتمارين التي تحمل الوزن، والتي تساعد على تقوية العظام والعضلات.

وأخيرًا، أكدت على الالتزام الصحيح بالعلاج الطبي الموصوف، موضحة أن تناول الأدوية بشكل غير صحيح أو غير منتظم يمكن أن يقلل من فعاليتها ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة. يجب على المرضى اتباع تعليمات الطبيب بدقة وعدم التوقف عن العلاج دون استشارته، حتى لو شعروا بتحسن.

وخلال اليوم الذي نُظم في مستشفى الرابطة، تمكن المرضى الحاضرون من الاستفادة مجانًا من فحوصات كثافة العظام، والمتابعة الطبية الشخصية، وجلسات إعلامية حول سبل الحفاظ على صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام ومضاعفاتها، مما يعكس التزام المستشفى بنشر الوعي الصحي.

المصدر: وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات).