محاكمة مايليس دوبون: لغز الأم المتهمة بتسميم ابنتيها في مونت دو مارسان
جاري التحميل...

محاكمة مايليس دوبون: لغز الأم المتهمة بتسميم ابنتيها في مونت دو مارسان
مخصص للمشتركين
تقرير - تُحاكم مايليس دوبون، المتهمة بتسميم ابنتيها، إحداهما توفيت، بإعطائهما جرعات زائدة من الأدوية، اعتبارًا من يوم الاثنين أمام محكمة الجنايات في مونت دو مارسان. ستكون شخصيتها الغريبة جدًا إحدى المفاتيح الرئيسية لهذه المحاكمة.
تحت سقف منزل عائلة دوبون، بدأت الأم وابنتاها هذا اليوم على إيقاع التحضيرات الصباحية وأصواتها المألوفة. قبل أن تصطحب لولا*، الابنة الصغرى، إلى كلية سانت جاك دي كومبوستيل في داكس، طرقت مايليس دوبون باب غرفة الابنة الكبرى، إينيا، لإيقاظها قبل الساعة الثامنة بقليل. في يوم الأربعاء 13 نوفمبر 2019، إينيا، البالغة من العمر 18 عامًا، لم تذهب إلى المدرسة، وهذا هو الحال منذ فترة طويلة. تعاني الفتاة الشابة من الاكتئاب. تقضي معظم وقتها محبوسة في غرفتها، التي لطخت جدرانها بكتابات سوداء وحمراء مقلقة. لجأت المراهقة، التي كانت في صراع مع العالم كما يمكن أن يكون المرء في هذا العمر، إلى الثقافة القوطية والقنب وروايات ستيفن كينغ المظلمة. منذ ستة أشهر، تتناول إينيا علاجها تحت إشراف ممرض يزورها كل صباح. في هذا الأربعاء، تأكد من أنها ابتلعت قرصًا من تريليبتال، وهو مضاد للصرع. ثم انضمت إينيا إلى والدتها في المطبخ...
هذا المقال مخصص للمشتركين. يتبقى لك 91% لاكتشافه.
بعد أن تناولت إينيا جرعتها المعتادة من الدواء المضاد للصرع، جلست مع والدتها في المطبخ لتناول وجبة الإفطار. وفقًا للتحقيقات اللاحقة، يُزعم أن مايليس دوبون قدمت لابنتها مشروبًا أو طعامًا يحتوي على جرعة هائلة من البروبرانولول، وهو دواء حاصِر لمستقبلات بيتا يستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب، ولم يكن ضمن أي من وصفات إينيا الطبية. لم يمض وقت طويل حتى بدأت إينيا تشعر بتوعك شديد، حيث تدهورت حالتها الصحية بسرعة مقلقة. عانت من دوخة شديدة، ثم فقدان للوعي، مما دفع والدتها للاتصال بخدمات الطوارئ.
وصل المسعفون إلى المنزل على وجه السرعة، لكن جهودهم لإنقاذ إينيا باءت بالفشل. أُعلنت وفاتها في مكان الحادث، تاركة وراءها صدمة وحزنًا عميقين. في البداية، اعتُبرت الوفاة نتيجة لمضاعفات مرتبطة باكتئابها أو ربما جرعة زائدة عرضية من أدويتها المعتادة. لكن تشريح الجثة كشف عن حقيقة صادمة: وجود كمية كبيرة جدًا من البروبرانولول في جسدها، وهو ما أثار الشكوك حول طبيعة الوفاة. لم يكن هذا الدواء موصوفًا لإينيا على الإطلاق، مما دفع المحققين إلى فتح تحقيق جنائي معمق.
لم تكن وفاة إينيا هي الحادثة الوحيدة التي أثارت الريبة. فقد كشفت التحقيقات أن الابنة الصغرى، لولا، البالغة من العمر 12 عامًا آنذاك، تعرضت أيضًا لحالة تسمم مشابهة في مناسبة سابقة، لكنها نجت بأعجوبة. شهادة لولا أصبحت حاسمة في القضية، حيث وصفت كيف شعرت بتوعك شديد بعد تناول طعام أو شراب قدمته لها والدتها. هذه الحادثة، بالإضافة إلى اكتشاف البروبرانولول في جسد إينيا، وجهت أصابع الاتهام مباشرة نحو مايليس دوبون.
شخصية مايليس دوبون، التي وصفها المقربون منها بأنها "غريبة جدًا"، أصبحت محور اهتمام المحكمة. أظهرت التحقيقات النفسية والاجتماعية جوانب معقدة من شخصيتها، حيث يُشتبه في أنها قد تكون مصابة بمتلازمة مونخهاوزن بالوكالة، وهي حالة نفسية نادرة يقوم فيها مقدم الرعاية بتلفيق أو إحداث مرض في شخص تحت رعايته للحصول على الاهتمام أو التعاطف. لم يكن الدافع وراء أفعالها واضحًا تمامًا، لكن الادعاء يرى أنها كانت تسعى للحصول على الاهتمام والسيطرة، حتى لو كان ذلك على حساب صحة وحياة بناتها.
بدأت المحاكمة في مونت دو مارسان وسط تغطية إعلامية واسعة. قدم الادعاء أدلة قوية، بما في ذلك تقارير الطب الشرعي التي تؤكد وجود البروبرانولول غير الموصوف في جسد إينيا، وشهادة لولا المؤثرة حول تجربتها مع التسمم. من جانبها، حاولت هيئة الدفاع التركيز على الحالة النفسية لمايليس دوبون، مشيرة إلى أنها كانت تعاني من مشاكل نفسية عميقة، ونفت أي نية مسبقة للتسبب في الأذى لابنتيها. من المتوقع أن تستمر المحاكمة لعدة أيام، حيث سيتم استدعاء العديد من الشهود، بما في ذلك الأطباء والممرضون وأفراد العائلة والأصدقاء، في محاولة لكشف الحقيقة وراء هذه المأساة العائلية المروعة.
تثير هذه القضية تساؤلات عميقة حول مسؤولية الوالدين، وصحة الأطفال، والتعقيدات النفسية التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه الجرائم المروعة. المجتمع ينتظر بفارغ الصبر حكم المحكمة، على أمل أن تجلب العدالة بعض السلام لعائلة إينيا ولولا، وأن تسلط الضوء على الظواهر الخفية للعنف الأسري.

