25 نوفمبر 2025 في 01:11 م
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

محاكمة طبيب التخدير فريديريك بيشييه: عزلة متزايدة في قضية تسميم المرضى

Admin User
نُشر في: 25 نوفمبر 2025 في 10:00 ص
3 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Libération
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

محاكمة طبيب التخدير فريديريك بيشييه: عزلة متزايدة في قضية تسميم المرضى

محاكمة طبيب التخدير فريديريك بيشييه: عزلة متزايدة في قضية تسميم المرضى

وحيدًا في مواجهة الجميع، إلى حد العبث. يوم الاثنين الموافق 24 نوفمبر، كانت هذه هي المرة الثالثة عشرة التي يتقدم فيها فريديريك بيشييه إلى منصة الشهود في قصر العدل بمدينة بزانسون. بدا أكثر عزلة من أي وقت مضى. لقد تقلص دفاع طبيب التخدير السابق، الذي أحيل إلى محكمة الجنايات في دوب بتهمة تسميم ثلاثين مريضًا، توفي منهم اثنا عشر بين عامي 2008 و2017، إلى أقصى حد. فقد اعتذر محاميه، الأستاذ راندال شفيردورفر، عن الحضور لبضعة أيام لانشغاله بقضية أخرى. ولتأمين دفاعه، لم يعد لدى المتهم الذي يؤكد براءته، سوى شقيقته جولي، المسجلة في نقابة محامي بواتييه. على الجانب الآخر من قاعة البرلمان الشاسعة، يتجمع محامو الأطراف المدنية البالغ عددهم 150 طرفًا، متراصين على المقاعد المقابلة. قبل مواجهة العاصفة، وضع الطبيب المخلوع قرصًا فوارًا في كوب الماء الخاص به، ثم ابتلعه دفعة واحدة. الجميع ينتظر منه أن يعترف بما أثبته الخبراء: التسميم.

تُعد قضية فريديريك بيشييه واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وإثارة للجدل في تاريخ القضاء الفرنسي الحديث. فالاتهامات الموجهة إليه لا تتعلق بحادث عرضي أو خطأ طبي، بل بسلسلة من الأفعال المتعمدة التي أدت إلى وفاة عدد كبير من المرضى الذين كانوا تحت رعايته. بدأت التحقيقات في هذه القضية بعد ملاحظة أنماط غير طبيعية في حالات توقف القلب المفاجئ والوفيات في غرف العمليات التي كان بيشييه يعمل بها. كشفت التحاليل المخبرية عن وجود مواد سامة، مثل البوتاسيوم والأتروبين، بجرعات قاتلة في أجساد الضحايا، وهي مواد لا تُستخدم عادة بهذه الكميات في إجراءات التخدير الروتينية.

على مدار سنوات، جمع المحققون أدلة دامغة، بما في ذلك سجلات طبية، وشهادات زملاء، ونتائج تحاليل السموم. أشار الخبراء إلى أن بيشييه كان غالبًا ما يكون الشخص الوحيد الموجود في غرفة العمليات عند وقوع هذه الحوادث، وأن لديه المعرفة والوصول إلى المواد التي استخدمت في التسميم. ومع ذلك، ظل بيشييه ينكر بشدة جميع التهم الموجهة إليه، مدعيًا أنه ضحية مؤامرة أو أن الأدلة قد تم التلاعب بها. هذا الإنكار المستمر، على الرغم من تراكم الأدلة العلمية، يزيد من تعقيد المحاكمة ويثير تساؤلات حول دوافعه.

تُشكل هذه المحاكمة تحديًا كبيرًا للنظام القضائي، ليس فقط بسبب حجم القضية وعدد الضحايا، ولكن أيضًا بسبب الطبيعة النفسية المعقدة للمتهم. يصف البعض بيشييه بأنه شخصية نرجسية، بينما يرى آخرون أنه قد يكون يعاني من اضطراب نفسي دفعه لارتكاب هذه الأفعال المروعة. تتطلب المحكمة تحليلًا دقيقًا للأدلة العلمية والظرفية، بالإضافة إلى فهم عميق للسلوك البشري. إن الضغط على هيئة المحلفين والقضاة هائل، حيث يتعين عليهم الفصل في مصير رجل يواجه اتهامات قد تؤدي إلى عقوبة السجن مدى الحياة.

تتسم الأجواء في قاعة المحكمة بالتوتر الشديد. فمن جهة، هناك عائلات الضحايا التي تبحث عن العدالة وإجابات لأسئلتها المؤلمة. ومن جهة أخرى، هناك بيشييه الذي يصر على براءته، محاولًا إقناع المحكمة بأنه بريء من هذه الجرائم الشنيعة. إن غياب محاميه الرئيسي، الأستاذ شفيردورفر، في هذه المرحلة الحاسمة من المحاكمة، يضع بيشييه في موقف أكثر ضعفًا، ويعكس ربما الصعوبات التي يواجهها دفاعه في مواجهة الأدلة القوية التي قدمها الادعاء. إن وجود شقيقته جولي، التي تعمل محامية، لتقديم الدعم القانوني له، يبرز الجانب الإنساني لهذه المأساة، حيث يجد نفسه معتمدًا على روابطه العائلية في مواجهة نظام العدالة.

تترقب وسائل الإعلام والرأي العام الفرنسي نتائج هذه المحاكمة بفارغ الصبر. فالحكم في قضية بيشييه لن يؤثر فقط على حياته، بل سيكون له أيضًا تداعيات على ثقة الجمهور في مهنة الطب وفي قدرة النظام القضائي على تحقيق العدالة في القضايا المعقدة التي تتضمن إساءة استخدام السلطة الطبية. إنها قضية تثير أسئلة عميقة حول الأخلاق المهنية، والمسؤولية الفردية، والحدود التي يمكن أن يصل إليها الشر البشري.

---

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة