21 نوفمبر 2025 في 07:12 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

مبادرة أمريكية-روسية سرية لإنهاء حرب أوكرانيا: هل تتخلى واشنطن عن كييف؟

Admin User
نُشر في: 21 نوفمبر 2025 في 01:00 ص
3 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Le Figaro
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

مبادرة أمريكية-روسية سرية لإنهاء حرب أوكرانيا: هل تتخلى واشنطن عن كييف؟

مبادرة أمريكية-روسية سرية لإنهاء حرب أوكرانيا: هل تتخلى واشنطن عن كييف؟

دونالد ترامب، في يوليو الماضي.

دونالد ترامب، في يوليو الماضي.كينت نيشيمورا / رويترز

تحليل - المبادرة التي أعدتها موسكو وواشنطن خلف ظهر الأوكرانيين والأوروبيين، تؤكد التخلي الأمريكي عن أوكرانيا.

تخترق السهام جسدًا ضعيفًا بشكل أفضل. أُطلقت المحاولة الجديدة للزوج ترامب-بوتين لإجبار أوكرانيا على الاستسلام في وسائل الإعلام في الوقت المناسب تمامًا، بينما يواجه فولوديمير زيلينسكي تحديًا مزدوجًا، عسكريًا وسياسيًا. على الجبهة، الروس على وشك، على حساب خسائر فادحة، الاستيلاء على بلدة بوكروفسك الصغيرة، بوابة دونيتسك وقفل مهم كان يمنع الروس حتى الآن من الاستيلاء على كامل دونباس. على الساحة الداخلية، الرئيس الأوكراني ضعيف بسبب فضيحة فساد أطاحت بالفعل برأس وزيرين وتهدد اليوم ذراعه الأيمن، أندريه يرماك. لقد ظل صامتًا حتى الآن بشأن المبادرة الميكيافيلية التي تم إعدادها سرًا من قبل موسكو وواشنطن.

قبل الانتخابات الأمريكية، كان القادة الأوكرانيون يميلون إلى تفضيل فوز دونالد ترامب، الذي لا يمكن التنبؤ به ولكنه مصمم على العمل لإنهاء الحرب، على "الموت البطيء" الذي قد يفرضه استمرار الوضع الراهن. ومع ذلك، فإن هذه المبادرة السرية، التي تهدف إلى فرض حل على كييف دون مشاركتها، تمثل تحولًا خطيرًا في الديناميكيات الجيوسياسية وتثير مخاوف عميقة بشأن مصير أوكرانيا وسيادتها.

تُشير هذه الخطوة إلى أن واشنطن، أو على الأقل جزءًا من نخبها السياسية، قد تكون مستعدة للتضحية بالمصالح الأوكرانية من أجل تحقيق نوع من الاستقرار الإقليمي أو لتلبية أجندات داخلية. إن فكرة أن يتم التفاوض على مستقبل دولة ذات سيادة خلف أبواب مغلقة بين قوتين عظميين، دون إشراك الطرف المتضرر بشكل مباشر، هي سابقة خطيرة قد تُشجع على المزيد من التدخلات في الشؤون الداخلية للدول الأصغر وتُقوض مبادئ القانون الدولي.

بالنسبة لأوكرانيا، فإن هذا التطور يضعها في موقف لا تُحسد عليه. فمن ناحية، هي تعتمد بشكل كبير على الدعم الغربي، وخاصة الأمريكي، لمواصلة مقاومتها ضد العدوان الروسي. ومن ناحية أخرى، فإن أي اتفاق يُفرض عليها قد يعني التنازل عن أراضٍ أو التخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وهو ما يُعد خيانة لتضحيات شعبها. إن صمت زيلينسكي حتى الآن قد يكون مؤشرًا على حجم الصدمة والتعقيد الذي يواجهه فريقه في التعامل مع هذا السيناريو غير المتوقع، والذي قد يُجبره على الاختيار بين خيارات صعبة للغاية.

على الصعيد الأوروبي، تُثير هذه المبادرة قلقًا بالغًا. فإذا تخلت الولايات المتحدة عن أوكرانيا بهذه الطريقة، فإن ذلك سيُضعف بشكل كبير الثقة في التحالفات الغربية وقد يُشجع روسيا على المضي قدمًا في طموحاتها التوسعية في المنطقة. كما أنه يُلقي بظلال من الشك على فعالية المؤسسات الدولية وقدرتها على حماية سيادة الدول الأعضاء. قد تُجبر الدول الأوروبية على إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية والأمنية، والبحث عن سبل لتعزيز استقلاليتها عن واشنطن في مواجهة التهديدات الإقليمية المتزايدة، مما قد يُغير المشهد الأمني للقارة بأكملها.

إن التحديات التي تواجه زيلينسكي لا تقتصر على الجبهة العسكرية والسياسية الخارجية فحسب، بل تمتد إلى الداخل الأوكراني. ففضيحة الفساد التي طالت مسؤولين كبارًا تُهدد بتقويض ثقة الشعب في قيادته، وتُضعف جبهته الداخلية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى أقصى درجات الوحدة والتلاحم. إن الجمع بين الضغوط الخارجية الهائلة والاضطرابات الداخلية يُشكل عاصفة مثالية قد تُجبر أوكرانيا على اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، قد تُحدد مسارها لعقود قادمة.

في الختام، تُعد مبادرة ترامب-بوتين السرية بمثابة اختبار حقيقي للمبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي بعد الحرب الباردة. فهل ستُسمح للقوى الكبرى بإعادة رسم الخرائط السياسية وفرض إرادتها على الدول الأصغر، أم أن المجتمع الدولي سيُدافع عن حق أوكرانيا في تقرير مصيرها؟ الإجابة على هذا السؤال ستُحدد ليس فقط مستقبل أوكرانيا، بل أيضًا مستقبل الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم، وتُعيد تعريف مفهوم السيادة في القرن الحادي والعشرين.

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة