كيف يمهد غابرييل أتال بحذر لدفن إصلاح بورن للمعاشات قبل الانتخابات الرئاسية؟
جاري التحميل...

كيف يمهد غابرييل أتال بحذر لدفن إصلاح بورن للمعاشات قبل الانتخابات الرئاسية؟
تحليل - لم يعد رئيس حزب النهضة، الذي كان في السابق من أشد المروجين للنص، يؤمن بإصلاح من سبقته في ماتينيون. لكن رئيس الوزراء السابق لا يريد أن يكون هو من ينهي هذا الرمز.
ليس من السهل أن تكون ماكرونيًا عندما يحين وقت الحديث عن تعليق إصلاح المعاشات التقاعدية. فقرار سيباستيان ليكورنو بتقديم "رأس" نص إليزابيث بورن للاشتراكيين غالبًا ما يثير وجوهًا متوترة لدى مروجيه السابقين. لا تزال ذكريات السخرية والمظاهرات، وأحيانًا الهزائم الانتخابية، حية. لقد كانت التكلفة السياسية باهظة للغاية بحيث لا يمكن التعبير عن الفرح بالاستسلام. ومع ذلك، لم يكن رئيس الحكومة أول من لاحظ أن إصلاح بورن أصبح عقبة أمام معسكره.
قبله، لم يتردد غابرييل أتال في رفع هذا المحظور. فقد صرح في الربيع الماضي، خلال مقابلة مع صحيفة لي زيكو، بأن "النظام الحالي ينتج عجزًا وانعدام ثقة". لم يكن هناك حديث في ذلك الوقت عن تعليق إصلاح بورن، لكنه كان يلمح بالفعل إلى فكرة "اقتراح نظام" مختلف. ومع توجيه الأنظار نحو ترشحه للانتخابات الرئاسية، فإن الأمين العام لحزب النهضة قد بدأ في صياغة استراتيجية دقيقة تهدف إلى التخلص التدريجي من عبء إصلاح المعاشات التقاعدية الذي أقرته سلفته إليزابيث بورن، دون أن يظهر بمظهر من يتراجع عن سياسات معسكره.
تدرك الدوائر المقربة من أتال أن إصلاح المعاشات، الذي أثار احتجاجات واسعة النطاق وتسبب في تراجع شعبية الحكومة، أصبح نقطة ضعف سياسية. لذا، فإن التحدي يكمن في كيفية التخلص من هذا الإرث الثقيل مع الحفاظ على مصداقية الحزب في إدارة المالية العامة. يرى أتال أن التركيز على "العجز وانعدام الثقة" يفتح الباب أمام إعادة تعريف المشكلة وتقديم حلول جديدة تبدو أكثر استجابة للمخاوف الشعبية.
في خطابه، يميل أتال إلى التأكيد على الحاجة إلى "نظام أكثر عدلاً ومرونة" يمكن أن يحظى بقبول أوسع. هذا لا يعني بالضرورة إلغاء الإصلاح السابق بالكامل، بل قد يشمل تعديلات جوهرية أو إضافة مكونات جديدة تعالج القضايا التي أثارتها المعارضة والنقابات. على سبيل المثال، يمكن أن يقترح آليات جديدة لتمويل المعاشات، أو مراجعة سن التقاعد بطرق تراعي ظروف العمل المختلفة، أو حتى دمج جوانب من التأمين الاجتماعي الأخرى لإنشاء نظام شامل.
تعتبر هذه المناورة السياسية حاسمة لمستقبل أتال الطموح. فبصفته رئيسًا للوزراء، يقع على عاتقه مسؤولية إظهار القدرة على القيادة والإصلاح، ولكن بأسلوب يختلف عن النهج الذي اتبعته بورن. إن الابتعاد عن الإصلاح المثير للجدل يسمح له بتقديم نفسه كشخصية سياسية جديدة، قادرة على بناء توافق وطني، وهو أمر ضروري لأي مرشح رئاسي يسعى للفوز في انتخابات مستقبلية.
ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر. فقد يواجه أتال اتهامات بالتذبذب أو التراجع عن المبادئ الأساسية لحزب النهضة. كما أن أي محاولة لتعديل الإصلاح قد تثير غضب جزء من القاعدة الانتخابية التي دعمت الإصلاح الأصلي. لذا، فإن التوازن بين التجديد والحفاظ على الاستمرارية سيكون مفتاح نجاحه. يجب عليه أن يقدم رؤية مقنعة لنظام معاشات تقاعدية مستدام ومقبول اجتماعيًا، دون أن يظهر وكأنه يتخلى عن التزامات سابقة بشكل كامل.
في النهاية، يبدو أن غابرييل أتال يتبع مسارًا حذرًا، يهدف إلى إعادة تشكيل النقاش حول المعاشات التقاعدية بطريقة تخدم طموحاته الرئاسية. إنه يسعى لدفن إصلاح بورن بهدوء، ليس بالرفض الصريح، بل باقتراح بدائل تبدو أكثر جاذبية وواقعية في المشهد السياسي الفرنسي الحالي، مع التركيز على بناء جسور الثقة مع المواطنين والشركاء الاجتماعيين.

