18 نوفمبر 2025 في 05:22 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

عيناه

Admin User
نُشر في: 20 أكتوبر 2025 في 09:01 ص
10 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Kapitalis
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

عيناه

عيناه

نُشرت رواية "عيناه" لبزرك علوي عام 1952، وهي تُعد علامة فارقة في الأدب الإيراني الحديث. ومع ذلك، لم تُترجم هذه الرواية الرمزية إلى الفرنسية حتى اليوم. بفضل ترجمة هدى وكيلي، يكتشف الجمهور الناطق بالفرنسية أخيرًا عملًا يمزج بين الحميمية والسياسة بدقة نادرة.

جمال قتالة

من خلال منظور الحب والذاكرة والمقاومة الثقافية، يرسم علوي في هذه الرواية حقبة مضطربة من التاريخ الإيراني. بصفته شخصية أساسية في التيار الواقعي الإيراني، استطاع أن يلتقط بوضوح استثنائي التصدعات الاجتماعية والسياسية في عصره. تندرج رواية "عيناه" ضمن هذا النهج، لكنها تتميز بوضع امرأة في قلب السرد. في مجتمع غالبًا ما كان يُتجاهل فيه صوت المرأة، يمنح هذا الاختيار الرواية حداثة وإنسانية فريدة.

الحب والذاكرة والمقاومة

تتبع الحبكة شخصية ماكان، الرسام الملتزم والمثقف الناقد للنظام الاستبدادي لرضا شاه. منفياً بسبب قناعاته، يجسد شخصية الفنان المحاصر بين الإبداع والبقاء. لكن الخيط السردي الرئيسي يركز على فرشته، المرأة التي أحبت ماكان سرًا. من خلال ذكرياتها ورغباتها وجروحها، تقدم رؤية حميمية لإيران متغيرة، ممزقة بين التقاليد والحداثة، القمع والعطش للحرية.

يمنح صوت فرشته الرواية عمقها الكامل. فهي تروي قصة حب مستحيل، ولكنها تروي أيضًا القمع الذي يخنق الكلمة والفكر. كل صمت مفروض يصبح شهادة على الخوف والصمود. كل ذكرى، جسرًا بين الألم الشخصي والذاكرة الجماعية. عند علوي، يصبح الحميم سياسيًا، ويتحول الشغف العاطفي إلى فعل مقاومة.

تُسحر الرواية أيضًا بلغتها. فهي سلسة، حساسة، تصويرية، تعكس الطبيعة المزدوجة لعلوي، كاتبًا ورسامًا. توصف شوارع أصفهان وطهران، والديكورات الداخلية الهادئة، والورش، والوجوه والإيماءات بدقة فرشاة الرسام. يظهر الفن هنا كملجأ ووسيلة للمقاومة في مواجهة القمع السياسي.

في "عيناه"، تلتقي القصة الفردية بقصة شعب. تصبح فرشته استعارة لوضع النساء والمثقفين الإيرانيين في عهد رضا شاه. هذا التداخل بين الحميمي والجماعي يمنح الرواية قوة عالمية، حيث تتجاور جمال المشاعر مع ألم المنفى الداخلي.

صورة بزرك علوي

هدى وكيلي، الجسر بين عالمين

تقف وراء هذه الترجمة هدى وكيلي، المولودة في أصفهان عام 1981. طفولتها التي طبعتها الحرب قادتها مبكرًا نحو القراءة والخيال. وقد شكلت الكلاسيكيات الفرنسية مثل هوغو وزولا وبلزاك وكامو وسارتر حساسيتها. بعد دراستها للرسم وخبرتها في الكتابة الفنية، اتجهت إلى الترجمة، مقتنعة بأن الأدب يمكن أن يلغي الحدود.

بالنسبة لها، لم تكن ترجمة "عيناه" مجرد تمرين لغوي: بل كانت بمثابة نقل لروح شعب، وتوصيل لمشاعره وفروقه الدقيقة. بفضل ثقافتها المزدوجة ونظرتها الفنية، تمكنت وكيلي من الحفاظ على البعد التصويري للرواية مع استعادة توترها السياسي والعاطفي.

تطلبت الترجمة عامين من العمل الشاق. بين الإخلاص للنص وسلاسة اللغة الفرنسية، تطلبت كل جملة عناية خاصة. كاد المشروع أن يتوقف عدة مرات بسبب نقص الموارد. لكن هدى وكيلي وجدت ناشرًا في فانكوفر، كيدسوكادو (Kidsocado)، الذي آمن بأهمية هذا العمل وسمح بنشره.

بفضل هذا الإصدار الكندي، يمكن للقارئ الناطق بالفرنسية الآن أن يتعمق في أجواء ومشاعر وتوترات إيران في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. تُنشر "عيناه" اليوم عن دار كيدسوكادو (Kidsocado) في كندا وهي متاحة على منصتي أمازون و فناك، مما يفتح الطريق أمام اعتراف دولي جديد ببزرك علوي.

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة