جيرالد دارمانان ينتقد جوردان بارديلا ويصف سياسات حزبه بالتناقض
جاري التحميل...

جيرالد دارمانان ينتقد جوردان بارديلا ويصف سياسات حزبه بالتناقض
جيرالد دارمانان يدخل بقوة في النقاش حول الميزانية. مع بدء فحص ميزانية الضمان الاجتماعي يوم الثلاثاء، بعد الجزء الخاص بـ "الإيرادات" من مشروع قانون المالية، حان وقت تقييم المرحلة. بعد عدة أيام من النقاشات التي شهدت اعتماد العديد من الضرائب التي تستهدف الشركات وأصحاب الثروات الكبيرة - على غرار تحويل ضريبة الثروة العقارية (IFI) إلى "ضريبة على الثروة غير المنتجة" - يصعد وزير العدل إلى الواجهة ضد طرفي الطيف السياسي.

في مقابلة مع صحيفة لي زيكو، يرى وزير العدل أن رئيس التجمع الوطني "يقول أمام منظمة أرباب العمل (Medef) عكس ما يفعله حزبه في الجمعية الوطنية". هذا التناقض، بحسب دارمانان، يكشف عن ازدواجية في الخطاب السياسي لحزب التجمع الوطني، حيث يقدمون وعودًا مختلفة للقطاعات الاقتصادية عما يطبقونه فعليًا في التشريعات البرلمانية.
بعد تراجعه عن حزب النهضة (Renaissance)، وتجميد حزبه الصغير "الشعبيون" (Populaires) - الذي أسسه العام الماضي تحسبًا للانتخابات الرئاسية لعام 2027 - يتحدث جيرالد دارمانان الآن بصفته الشخصية، وليس باسم تشكيل سياسي. هذا الشرط فرضه رئيس الوزراء لدمجه في حكومته الثانية، لضمان ألا تملي الطموحات الرئاسية لعام 2027 مدة بقاء الفرق الوزارية - وقد صيغ هذا الشرط بعد العاصفة السياسية الغريبة التي أحدثها تشكيل "ليكورنو 1".
يُظهر هذا الموقف من دارمانان رغبته في التموضع كشخصية مستقلة داخل المشهد السياسي الفرنسي، بعيدًا عن قيود الولاء الحزبي المباشر، مما يمنحه مساحة أكبر للتعبير عن آرائه النقدية تجاه المعارضة، وخاصة اليمين المتطرف. إن انتقاده لبارديلا ليس مجرد هجوم سياسي، بل هو محاولة لتسليط الضوء على ما يعتبره تناقضات جوهرية في برنامج التجمع الوطني، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والمالية.
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، حيث تشهد فرنسا نقاشات حادة حول الميزانية، مع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. إن تحويل ضريبة الثروة العقارية إلى "ضريبة على الثروة غير المنتجة" يعكس توجهًا حكوميًا نحو إعادة توزيع الأعباء الضريبية، وهو ما يثير جدلاً واسعًا بين مختلف الأطراف السياسية والاقتصادية. دارمانان، من خلال موقفه، يسعى إلى الدفاع عن سياسات الحكومة وفي الوقت نفسه مهاجمة المعارضة من كلا الجانبين، مؤكدًا على ضرورة التماسك والمسؤولية في الخطاب السياسي.
---