12 نوفمبر 2025 في 09:39 م
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

تكتيكات ماكرون السياسية: بين تأجيل الحل وسيناريو الاستقالة الذاتية

Admin User
نُشر في: 12 أكتوبر 2025 في 02:00 ص
4 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Le Figaro
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

تكتيكات ماكرون السياسية: بين تأجيل الحل وسيناريو الاستقالة الذاتية

تكتيكات ماكرون السياسية: بين تأجيل الحل وسيناريو الاستقالة الذاتية

Vincent Trmolet de Villers.

فنسنت تريموليه دو فيليرز.لو فيغارو

كلما أصر الرئيس على تأجيل حل البرلمان، كلما عزز سيناريو استقالته.

حل نفسه لتجنب حل البرلمان: هذا هو استنتاج هذا الجمعة المأساوي الكوميدي، حيث وافق رئيس الدولة، بعد أن أهدر المادة 49.3، على تأجيل - وبعده الطوفان - الإصلاح الوحيد لولايته الثانية...

لم يعد الضحك أو القلق أو الغضب أو اللامبالاة هي ما يسيطر على الفرنسيين، بل مزيج من الذهول والصدمة. سيباستيان ليكورنو يخلف إذن... سيباستيان ليكورنو. الماكرونيون يتحدثون إلى الماكرونيين ويعينون ماكرونيين بينما بقية البلاد لا تصدق ما تراه. رئيس الجمهورية يسيء استخدام المؤسسات والتاريخ والسلطة التي يجب أن تلزمه دون أي وازع. لكن العكس هو الصحيح تمامًا. إيمانويل ماكرون يتصرف بهذه السلطة وكأن الجمهورية خدمة غرف فندقية مفتوحة ليل نهار لتوصيل رئيس وزراء هنا، وبعض كبار المسؤولين هناك، يُطلب منهم الانضمام دون تردد إلى حكومة مؤقتة. أعمى عن المشهد المهين الذي أصبحت عليه السياسة...

إن هذا الاستخفاف بالتقاليد الجمهورية والمؤسسات العريقة ليس مجرد زلة عابرة، بل هو نمط متكرر يعكس رؤية خاصة للسلطة، حيث يُنظر إلى الرئاسة كمركز مطلق لا يخضع للمساءلة الحقيقية أو للضوابط الديمقراطية. لقد تحولت السياسة في عهده إلى مسرحية عبثية، حيث تتلاشى الحدود بين السلطات وتُهدر المبادئ الدستورية باسم الضرورة أو الفعالية المزعومة. هذا النهج لا يولد فقط السخرية واليأس بين المواطنين، بل يزرع بذور الشك العميق في جوهر النظام الديمقراطي نفسه، مما يفتح الباب أمام تصاعد الحركات المتطرفة التي تستغل هذا الفراغ في الثقة.

إن فكرة "حل الذات" التي يطرحها الكاتب ليست مجرد استعارة بلاغية، بل هي وصف دقيق لما يحدث. فبتجنب الحل الرسمي للبرلمان، الذي قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة وربما تغيير في الأغلبية، يختار الرئيس ماكرون مسارًا يؤدي إلى تآكل تدريجي لشرعية حكومته وفعاليتها. إنه يفضل البقاء في السلطة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني حكمًا معزولًا، يعتمد على دائرة ضيقة من الموالين، ويتجاهل تطلعات وقلق الغالبية العظمى من الفرنسيين. هذا التكتيك، وإن بدا ذكيًا على المدى القصير لتجنب مواجهة انتخابية صعبة، فإنه يحمل في طياته بذور الفشل على المدى الطويل، حيث يزداد الانفصال بين القصر الرئاسي والواقع المعيشي للمواطنين.

لقد أصبحت فرنسا اليوم في مفترق طرق حرج. فبينما تتصاعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يجد الفرنسيون أنفسهم أمام قيادة تبدو وكأنها منفصلة عن همومهم، منشغلة بمناورات سياسية داخلية لا تخدم المصلحة الوطنية العليا. إن الإصرار على تمرير الإصلاحات الكبرى، مثل إصلاح نظام التقاعد، باستخدام آليات دستورية مثيرة للجدل مثل المادة 49.3، دون السعي لإجماع وطني حقيقي، قد أدى إلى استقطاب غير مسبوق وتوتر اجتماعي عميق. هذا الاستقطاب لا يهدد فقط استقرار الحكومة الحالية، بل يهدد النسيج الاجتماعي للبلاد بأكمله، ويجعل من الصعب تحقيق أي تقدم حقيقي في المستقبل.

في النهاية، يبدو أن الرئيس ماكرون، في محاولته اليائسة للسيطرة على المشهد السياسي وتجنب أي تحدٍ لسلطته، يدفع البلاد نحو حافة الهاوية. إن سيناريو "الاستقالة الذاتية" ليس بالضرورة استقالة فعلية من منصبه، بل هو استقالة من الدور التاريخي والمسؤولية الدستورية التي تقع على عاتق رئيس الجمهورية. إنه يتخلى عن كونه موحدًا للأمة وحاميًا للمؤسسات، ليصبح مجرد لاعب سياسي يائس يحاول البقاء في اللعبة بأي ثمن. هذا المسار لا يمكن أن يستمر دون عواقب وخيمة على مستقبل فرنسا ومكانتها في العالم.

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة