7 ديسمبر 2025 في 03:17 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

تصويت البرلمان الفرنسي يهدد التقارب الهش بين باريس والجزائر بشأن اتفاقية 1968

Admin User
نُشر في: 31 أكتوبر 2025 في 12:01 ص
3 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Le Figaro
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

تصويت البرلمان الفرنسي يهدد التقارب الهش بين باريس والجزائر بشأن اتفاقية 1968

تصويت البرلمان الفرنسي يهدد التقارب الهش بين باريس والجزائر بشأن اتفاقية 1968

لوران نونيز، وزير الداخلية (هنا، في 28 أكتوبر بالجمعية)، قدّر، الأحد، أنه يجب أن يكون هناك تحرك في العلاقات مع الجزائر.

لوران نونيز، وزير الداخلية (هنا، في 28 أكتوبر بالجمعية)، قدّر، الأحد، أنه يجب أن يكون هناك تحرك في العلاقات مع الجزائر. سارة ميسونييه / رويترز

لكي يتحقق التقارب الذي ترغب فيه باريس والجزائر، سيتعين على الطرفين أن ينجحا حيث فشلا حتى الآن: إحباط الفخاخ على طريق المصالحة. فالعلاقات بين البلدين، التي طالما اتسمت بالتعقيد والتقلبات، تحتاج إلى جهود دبلوماسية حثيثة لتجاوز العقبات التاريخية والسياسية التي تعترض سبيلها نحو شراكة مستقرة ومثمرة.

ما كادت باريس والجزائر تتفقان على أن الوقت قد حان لإعادة الحديث والعمل معًا بعد أشهر من أزمة غير مسبوقة - إن لم نقل قطيعة - حتى بدأت سماء العلاقة الثنائية تتلبد بالغيوم. هذه الأزمة، التي شهدت تدهورًا ملحوظًا في التواصل الدبلوماسي، كانت قد أثارت مخاوف جدية بشأن مستقبل التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الأمن والاقتصاد والهجرة.

تبنى النواب الفرنسيون بأغلبية صوت واحد يوم الخميس اقتراح قرار من حزب التجمع الوطني يهدف إلى إدانة الاتفاق الفرنسي الجزائري لعام 1968، في خطوة رمزية أثارت جدلاً واسعًا. هذا القرار، الذي جاء في خضم محاولات البلدين لتهدئة التوترات، يمثل تحديًا جديدًا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى إعادة بناء الثقة وتطوير العلاقات.

إنه يوم يمكن وصفه بالتاريخي بالنسبة للتجمع الوطني، هكذا رحبت زعيمة التجمع الوطني، مارين لوبان، مشددة على أنه أول نص لحزبها يوافق عليه البرلمان. وترى ماريون مارشال (الهوية والحرية) في هذا التصويت إشارة قوية موجهة إلى الإليزيه وماتينيون والجزائر! 72% من الفرنسيين يطالبون بذلك، فلنوقف هذه الاتفاقيات المخزية دون انتظار. تعكس هذه التصريحات مدى الأهمية التي يوليها اليمين المتطرف الفرنسي لهذه القضية، والتي يعتبرها جزءًا أساسيًا من أجندته السياسية المتعلقة بالهجرة والسيادة الوطنية.

في الواقع، يُشار خارج الكواليس في وزارة الخارجية، إلى أن هذا القرار غير ملزم، أي أنه لا يمتلك قوة قانونية مباشرة لإلغاء الاتفاقية أو تعديلها. ومع ذلك، فإن تبنيه يحمل دلالات سياسية عميقة، حيث يعكس تزايد الضغط من قبل جزء من الطبقة السياسية الفرنسية لإعادة النظر في أسس العلاقة مع الجزائر، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة وتنقل الأشخاص.

تعتبر اتفاقية 1968، التي وُقعت بعد سنوات قليلة من استقلال الجزائر، إطارًا قانونيًا خاصًا ينظم دخول وإقامة وعمل المواطنين الجزائريين في فرنسا. وقد منحت هذه الاتفاقية الجزائريين وضعًا مميزًا مقارنة بمواطني الدول الأخرى من خارج الاتحاد الأوروبي، وهو ما يراه البعض في فرنسا امتيازًا غير مبرر في السياق الحالي. يرى منتقدو الاتفاقية أنها قديمة ولا تتناسب مع التحديات المعاصرة، وأنها تساهم في تعقيد قضايا الهجرة والاندماج.

من جانبها، تنظر الجزائر إلى هذه الاتفاقية كجزء من إرث تاريخي مع فرنسا، وكضمان لحقوق مواطنيها المقيمين في فرنسا. أي محاولة لإلغائها أو تعديلها من جانب واحد قد تُفسر على أنها عمل عدائي وتصعيد للتوترات، مما قد يعيد العلاقات إلى نقطة الصفر بعد الجهود المبذولة للتهدئة. إن حساسية هذا الملف تتطلب مقاربة دبلوماسية حذرة وتفاوضًا معمقًا لتجنب أي تداعيات سلبية على العلاقات الثنائية.

إن هذا التصويت، وإن كان رمزيًا، يضع الحكومة الفرنسية في موقف حرج، حيث يتعين عليها الموازنة بين الضغوط الداخلية من اليمين المتطرف ورغبتها في الحفاظ على علاقات مستقرة مع الجزائر، التي تعد شريكًا استراتيجيًا في منطقة شمال إفريقيا والساحل. يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تعامل الإليزيه وماتينيون مع هذا التطور، وما إذا كان سيؤثر على مسار التقارب الذي كان يبدو واعدًا بين باريس والجزائر.

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة