تصاعد التوترات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وسط اتهامات بانتهاكات إسرائيلية وتدهور الأوضاع الإنسانية

تتصاعد التوترات بشأن مستقبل وقف إطلاق النار في غزة، حيث تتهم السلطات الفلسطينية إسرائيل بانتهاكات واسعة النطاق، وتتردد عدة دول في الانضمام إلى قوة أمن دولية مقترحة، حتى مع تدهور الوضع الإنساني واستمرار ارتفاع أعداد الضحايا.

صرح مسؤول فلسطيني لوكالة الأنباء الفرنسية بأن أفراد الشرطة الفلسطينية يتلقون حالياً تدريباً في مصر استعداداً لنشرهم في غزة بمجرد توقف الأعمال العدائية بشكل كامل. وكانت مصر قد أعلنت في أغسطس أنها تدرب حوالي 5000 ضابط وعنصر أمن فلسطيني كجزء من خطة أوسع لدعم استقرار ما بعد الصراع في القطاع.

في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى جراء الهجوم الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 قد وصل إلى 70,103، مع إصابة 170,985 شخصاً. وأفادت بوقوع ثلاث وفيات وإصابتين في الساعات الأربع والعشرين الماضية. ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أكتوبر 2024، قالت الوزارة إن 356 فلسطينياً قتلوا وأصيب 908، بينما تم انتشال 607 جثث من تحت الأنقاض.

في واشنطن، ذكرت صحيفة ذا واشنطن بوست أن الخطة الأمريكية لنشر قوة دولية في غزة، والتي تعد محورية في إطار الرئيس دونالد ترامب لما بعد الحرب، تواجه انتكاسة كبيرة، حيث تتردد عدة دول كانت قد أبدت استعدادها في البداية في إرسال قوات. ويخشى الكثيرون من أن ينجر جنودهم إلى مواجهات مع الفلسطينيين، مما يعقد الجهود الأمريكية لتحقيق الاستقرار في القطاع.

في غزة، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن وقف إطلاق النار قد انتهك 591 مرة في الخمسين يوماً الماضية، مما أسفر عن مقتل 357 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن وإصابة 903، بالإضافة إلى 38 حالة اعتقال خلال التوغلات الإسرائيلية. وأشار إلى أن الانتهاكات شملت إطلاق نار حي على المناطق السكنية ومخيمات النزوح، و25 توغلاً برياً خارج المنطقة العازلة المحددة، وقصفاً مدفعياً وجوياً، وهدم 118 منزلاً ومنشأة مدنية. وحذر المكتب من أن استمرار الانتهاكات "يهدد بانهيار وقف إطلاق النار" وحث الولايات المتحدة والجهات الضامنة الأخرى على الضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.

وصف وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف ترتيب وقف إطلاق النار بأنه "من جانب واحد"، قائلاً إن الانتهاكات الإسرائيلية تسببت بالفعل في مقتل 352 فلسطينياً منذ بدء الهدنة في 10 أكتوبر. وقال إن هذه الإجراءات تقوض اتفاق شرم الشيخ، بينما حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن "أعمال الإبادة الجماعية" لم تتوقف.

ودعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار وحث على الانتقال السريع إلى المرحلة الثانية التي تشمل إعادة الإعمار. وفي اجتماع في عمان مع المبعوث الياباني الخاص لإعادة إعمار غزة، شدد على الحاجة الملحة لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى القطاع، وقال إن الاستقرار طويل الأمد يتطلب أفقاً سياسياً يؤدي إلى حل الدولتين.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد إنه قتل أربعة مقاتلين من حماس في منطقة تحت الأرض شرق رفح بعد رصدهم وهم يخرجون من نفق. وأضاف أن الضربة نفذت بدعم جوي وأن قواته في جنوب غزة لا تزال منتشرة "وفقاً لشروط وقف إطلاق النار"، مؤكداً أنها ستواصل استهداف "أي تهديد مباشر".

وفي سياق منفصل، قالت المفوضة الأوروبية للمساواة وإدارة الأزمات، هادجا لحبيب، إن إسرائيل رفضت طلبها لدخول غزة خلال زيارتها لمصر. وأشارت إلى مقتل 347 فلسطينياً منذ بدء وقف إطلاق النار، بينهم 67 طفلاً، واصفة القطاع بأنه "مقبرة لآلاف المدنيين". وأضافت أن ما يقرب من 600 عامل إغاثة قتلوا أثناء محاولتهم توصيل المساعدات، وحذرت من "شتاء كارثي" للعائلات التي تعيش وسط الأنقاض، مكررة الدعوات لفتح جميع المعابر وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير.