تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة: أرقام صادمة وانهيار شامل للنظام الصحي وتحذيرات أممية

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 69,785 قتيلًا، و170,965 جريحًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وأفادت الوزارة بوصول عشرة أشخاص إلى مستشفيات غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، منهم قتيلان جديدان وثمانية تم انتشال جثامينهم من تحت أنقاض المباني المدمرة.

وأضافت الوزارة أنه منذ إعلان وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر، قُتل ما مجموعه 347 شخصًا وأصيب 889 آخرون، بينما تم انتشال 596 جثة من تحت الأنقاض خلال الفترة نفسها. وذكرت الوزارة أنها تسلمت 15 جثة إضافية عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليصل العدد الإجمالي للجثث التي تم تسليمها إلى 345، تم التعرف على 99 منها. وتواصل الفرق الطبية عملية توثيق وتجهيز الرفات لتسليمها إلى العائلات.

وحذرت الوزارة من انهيار غير مسبوق للنظام الصحي في غزة، مشيرة إلى أن 54 بالمائة من الأدوية الأساسية غير متوفرة، بينما نفدت 40 بالمائة من أدوية الطوارئ بالكامل. وقالت إن 82 بالمائة من الرضع دون سن الواحدة يعانون من فقر الدم، وأن 18,100 مريض ينتظرون تصاريح للسفر لتلقي العلاج. وتعد الإمدادات الطبية في أدنى مستوياتها على الإطلاق في غزة، حيث أن 71% من الأصناف غير متوفرة بسبب القيود الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بملف الأسرى والجثامين، قال المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن تسليم الحركة لجثمان جندي إسرائيلي يأتي في إطار "التزامها بإتمام عملية التبادل بالكامل"، داعيًا الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل لوقف الحرب والالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها.

ومع اقتراب فصل الشتاء، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن آلاف العائلات النازحة في غزة تكافح للعثور على مأوى آمن في ظل ظروف البرد المتزايد. وقالت الوكالة إن النازحين "ليس لديهم خيار سوى نصب خيام مؤقتة"، مؤكدة على الحاجة الملحة لمواد إيواء إضافية. ويعيش الآن أكثر من 79,000 نازح في 85 مركز إيواء تديرها الأونروا، حيث تستمر الظروف الإنسانية في التدهور.

وفي الضفة الغربية، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن العملية العسكرية الإسرائيلية تشكل "اعتداءً منهجيًا" يهدف إلى إفراغ الأراضي من سكانها الفلسطينيين. وأضافت الحركة أن التصعيد يتزامن مع جهود إسرائيلية لدفع تشريعات تمكن المستوطنين من المطالبة بالأراضي الفلسطينية. وذكرت حماس أن العملية تكشف محاولة إسرائيل فرض "السيطرة الكاملة" على الضفة الغربية، واصفة إياها بأنها جزء من خطط أوسع للضم والتهجير القسري.

وفي الأمم المتحدة، أكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش مجددًا أن للفلسطينيين الحق في الكرامة والعدالة وتقرير المصير "مثل جميع شعوب العالم". وقال إن إقامة دولة فلسطينية هو "حق أصيل" ودعا إلى إنهاء ما وصفه بـ "الاحتلال غير القانوني" للأراضي الفلسطينية. وأكد أن الأمم المتحدة "لن تتراجع أبدًا عن التزامها تجاه الشعب الفلسطيني".

وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، إن تقريرًا جديدًا للأمم المتحدة يخلص إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد محت "69 عامًا من التنمية البشرية"، ودمرت أنظمة الرعاية الصحية والمدارس والبنية التحتية وحتى القطاع المصرفي، مما أعاد غزة عقودًا إلى الوراء في مؤشرات التنمية.

وتحذر الوكالات الدولية من أن استمرار العمليات العسكرية وتدهور الوصول إلى الخدمات الأساسية يهددان بتسريع الكارثة الإنسانية في غزة، بينما تؤدي العمليات الإسرائيلية المتوسعة في الضفة الغربية إلى تأجيج المزيد من عدم الاستقرار في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.