وفاة الممثل والكوميدي التونسي نور الدين بن عايد بعد مسيرة فنية مميزة

توفي الممثل والكوميدي التونسي البارز نور الدين بن عايد يوم الأحد الموافق 23 نوفمبر 2025، وقد أعلن عن هذا الخبر المحزن زميله الفنان مقداد السهيلي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقد شكلت وفاته صدمة للوسط الفني والجمهور التونسي الذي طالما أحبه وأعجب بأعماله الكوميدية والدرامية على حد سواء.

لقد عاش الفقيد أوج مجده الفني خلال الفترة الممتدة من الثمانينات إلى الألفية الجديدة، حيث تألق في العديد من المسلسلات والأعمال التلفزيونية التي حظيت بمتابعة جماهيرية واسعة في تونس والعالم العربي. كانت ثنائياته الكوميدية، خاصة تلك التي جمعته بالفنان القدير منجي العوني، مصدر بهجة وسعادة لا توصف للمشاهدين، حيث تميزت بخفة الظل والعفوية التي جعلت منهما أيقونتين للكوميديا التونسية. هذه الثنائيات لم تكن مجرد عروض فكاهية، بل كانت تعكس جوانب من الحياة اليومية التونسية بأسلوب ساخر ومحبب، مما رسخ مكانتهما في قلوب الجماهير.

بالإضافة إلى مسيرته التلفزيونية الحافلة، خاض نور الدين بن عايد تجربة في عالم المسرح، محاولاً إثبات ذاته في هذا الفن العريق. ورغم مشاركاته المتعددة في أعمال مسرحية، إلا أنه لم يحقق فيه الطموح المهني الذي كان يصبو إليه بنفس القدر الذي حققه في التلفزيون. ربما كان سحر الشاشة الصغيرة وقدرتها على الوصول إلى كل بيت هو ما جذب بن عايد أكثر، وجعله يفضل التركيز على هذا المجال الذي شهد نجاحاته الكبرى وشهرته الواسعة.

تعود آخر إطلالتين له على الشاشة الصغيرة إلى عام 2019 في سلسلة فاميليا سي الطيب (Familia Si Taeb)، حيث قدم دورًا أضاف إلى رصيده الفني المتنوع. ثم كانت مشاركته في عام 2022 في مسلسل كان يا ما كانش (Ken Ya Makenech)، الذي أكد حضوره المستمر وقدرته على العطاء الفني حتى سنواته الأخيرة. هذه الأعمال الأخيرة لم تكن مجرد أدوار عابرة، بل كانت دليلاً على شغفه الدائم بالتمثيل ورغبته في التواصل مع جمهوره الذي لم ينسه أبدًا. لقد ترك نور الدين بن عايد إرثًا فنيًا غنيًا سيظل محفورًا في ذاكرة الفن التونسي، وسيظل اسمه مرتبطًا بالضحكة الصادقة والأداء المتقن.