هوس ترامب ببايدن: استراتيجية إلقاء اللوم المستمرة رغم مغادرة سلفه للمنصب

يبدو وكأن دهرًا قد مر منذ أن كان جو بايدن في المكتب البيضاوي، نظرًا للاضطراب والتحولات التي انطلقت منذ عودته إلى ديلاوير.

لكن شخصًا واحدًا في واشنطن لا يتوقف أبدًا عن الهوس بالرئيس السادس والأربعين سلفه الذي سبقه وخليفته الذي جاء بعده.

نادرًا ما يظهر دونالد ترامب علنًا دون الشكوى من سياسات بايدن أو توجيه إهانة لقدراته العقلية أو الجسدية.

يكشف هوسه عن عداء شخصي وسياسي عميق وحقد تجاه سلف غادر الساحة السياسية. كما أنه مبني على أساس من إخفاقات بايدن، خاصة فيما يتعلق بتدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية وإرث من ارتفاع أسعار المستهلكين.

ومع ذلك، فإن تدهور موقف ترامب السياسي يثير تساؤلات حول الجدوى طويلة المدى لاستراتيجيته القائمة على إلقاء اللوم على بايدن طوال الوقت. ففي النهاية، لقد خاض الرئيس السابق سباقه السياسي. ترامب الآن في السلطة. وما زال الناخبون غير راضين.

قال ترامب يوم الاثنين، مفتتحًا منتدى حول حزمة إنقاذه للمزارعين بقيمة 12 مليار دولار: "لقد ورثنا فوضى عارمة من إدارة بايدن". حرب التعريفات الجمركية الخاصة به مع الصين هي التي جعلت هذا الإنقاذ ضروريًا لكن ترامب ألقى باللوم على بايدن في مشاكل الزراعة.

الأمر لا يقتصر على المزارع فحسب. فكل شيء هو خطأ بايدن، وفقًا لترامب.

مشاكل في صناعة السيارات؟ ألقِ باللوم على بايدن، كما فعل ترامب الأسبوع الماضي، قائلًا إنه كان ينهي رسميًا معايير كفاءة استهلاك الوقود "المثقلة بشكل سخيف" التي قدمها سلفه لمكافحة تغير المناخ وهي أزمة يتجاهلها الرئيس الحالي.

ماذا عن الحرب في أوكرانيا التي وعد ترامب بإنهاءها في 24 ساعة؟ هذا أيضًا خطأ بايدن، يقول ترامب، حيث أن روسيا لم تكن لتغزو في عام 2022 لو كان هو لا يزال في منصبه. قال ترامب لبرنامج "60 دقيقة" في نوفمبر: "لقد كانت حرب جو بايدن، وليست حربي أنا".

يتعرض الرئيس لانتقادات بسبب أزمة القدرة على تحمل التكاليف. لكنه يصر على أن بايدن هو من تسبب فيها. قال، كذبًا، الأسبوع الماضي في اجتماع لمجلس الوزراء: "لقد ورثت أسوأ تضخم في التاريخ". "لم تكن هناك قدرة على تحمل التكاليف. لم يكن أحد يستطيع تحمل أي شيء." ورد اسم بايدن أكثر من 30 مرة، مما يدل على أن مرؤوسي ترامب يعرفون طريقة واحدة مؤكدة لإرضاء الرئيس: إلقاء اللوم على سلفه.