مصر والعراق يبحثان تعزيز التعاون الصحي والاستثمار في التغطية الصحية الشاملة
جاري التحميل...

مصر والعراق يبحثان تعزيز التعاون الصحي والاستثمار في التغطية الصحية الشاملة
مصر والعراق يبحثان تعزيز التعاون الصحي والاستثمار في التغطية الصحية الشاملة
عقدت جمهورية مصر العربية وجمهورية العراق اجتماعًا ثنائيًا مهمًا على هامش الدورة الثالثة للمؤتمر العالمي للسكان والصحة، بهدف استعراض ومناقشة سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات حيوية تتعلق بالتغطية الصحية الشاملة والاستثمار في قطاع الرعاية الصحية. يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المشتركة لتقوية الأنظمة الصحية في البلدين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة والرفاهية.
تُعد التغطية الصحية الشاملة (UHC) ركيزة أساسية لأي نظام صحي فعال، حيث تضمن حصول جميع الأفراد على الخدمات الصحية التي يحتاجونها دون التعرض لضائقة مالية. وقد أولت كل من مصر والعراق اهتمامًا متزايدًا لهذا المفهوم، ساعيتين لتطوير آليات تمويل وتقديم خدمات صحية تضمن العدالة والشمولية. إن تبادل الخبرات في هذا المجال يمكن أن يشمل أفضل الممارسات في تصميم برامج التأمين الصحي، وإدارة المستشفيات والمراكز الصحية، وتدريب الكوادر الطبية، وتطوير البنية التحتية الصحية.
أهمية الاستثمار في الرعاية الصحية
لا يمكن تحقيق التغطية الصحية الشاملة دون استثمارات كبيرة ومستدامة في قطاع الرعاية الصحية. يشمل ذلك الاستثمار في بناء وتجهيز المستشفيات والعيادات، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية الحديثة، وتطوير التكنولوجيا الصحية الرقمية، بالإضافة إلى الاستثمار الأهم في رأس المال البشري من أطباء وممرضين وفنيين. ناقش الجانبان المصري والعراقي فرص جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذا القطاع، وكيفية خلق بيئة جاذبة للمستثمرين لضمان استدامة الخدمات الصحية وتوسعها.
كما تطرق الاجتماع إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تقديم الرعاية الصحية، وكيف يمكن لهذه الشراكات أن تساهم في تحسين جودة الخدمات وكفاءتها. يمكن لمصر، التي قطعت شوطًا كبيرًا في تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل، أن تقدم للعراق رؤى قيمة حول التحديات والفرص المرتبطة بهذا التحول الكبير، والعكس صحيح، حيث يمكن للعراق أن يشارك خبراته في إعادة بناء وتطوير نظامه الصحي بعد سنوات من التحديات.
المؤتمر العالمي للسكان والصحة كمنصة للتعاون
يُعد المؤتمر العالمي للسكان والصحة، في دورته الثالثة، منصة حيوية تجمع الخبراء وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا السكانية والصحية الأكثر إلحاحًا. وقد وفر هذا المؤتمر فرصة مثالية للمسؤولين المصريين والعراقيين لعقد هذا الاجتماع الثنائي البناء، بعيدًا عن الأجندات الرسمية الكبيرة، للتركيز على قضايا محددة ذات اهتمام مشترك. إن مثل هذه اللقاءات الجانبية تعزز الدبلوماسية الصحية وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون العملي والملموس.
من المتوقع أن تسهم هذه المباحثات في وضع خارطة طريق لتعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين في القطاع الصحي، بما يعود بالنفع على مواطنيهما. إن التزام كل من مصر والعراق بتحسين صحة شعوبهم من خلال التغطية الصحية الشاملة والاستثمار الفعال في الرعاية الصحية يمثل خطوة إيجابية نحو مستقبل أكثر صحة وازدهارًا للمنطقة بأسرها.
