مشروع البتلو الوطني في مصر: تمويل يتجاوز 10 مليارات جنيه لدعم صغار المزارعين وزيادة الإنتاج

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن إجمالي التمويل المخصص لمشروع البتلو الوطني، والذي يشمل العجول المحلية والمستوردة، قد وصل إلى 10.053 مليار جنيه مصري. وقد استفاد من هذه المبادرة أكثر من 45,100 من صغار المزارعين والشباب الخريجين والنساء في القرى المشمولة ببرنامج "حياة كريمة". وقد دعم هذا التمويل تربية وتسمين حوالي 522,500 رأس من الماشية، مما يعكس التزام الدولة بتنمية الثروة الحيوانية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وفي بيان لها، وصفت الوزارة المشروع بأنه مبادرة وطنية حجر الزاوية تساهم بفعالية في زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء والحليب الطازج. ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج اللحوم الحمراء إلى 600 ألف طن بحلول نهاية عام 2025، صعودًا من 555 ألف طن في عام 2024، مما يمثل قفزة نوعية في تحقيق الأمن الغذائي. بينما من المتوقع أن يصل إنتاج الحليب الطازج إلى 7 ملايين طن، مقارنة بـ 6.5 مليون طن العام الماضي، مما يعزز من توافر منتجات الألبان في السوق المحلي.

وسلط مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الضوء على التأثير الإيجابي الكبير للمشروع على المنتجين والمستهلكين والاقتصاد الوطني ككل. وقال: "إن مشروع البتلو يعزز الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء والحليب بشكل ملحوظ، بينما يولد في الوقت ذاته فرص عمل جديدة، ويحافظ على الثروة الحيوانية الوطنية من خلال توفير الدعم للمربين، ويوفر فرصًا قيمة للشباب وصغار المزارعين والنساء في المناطق الريفية لتحسين سبل عيشهم."

وأضاف الصياد أن البرنامج يزيد من دخل صغار المزارعين بشكل مباشر من خلال تقديم قروض ميسرة بأسعار فائدة منخفضة ومتناقصة، مما يمكن المستفيدين من توسيع أنشطة الثروة الحيوانية سواء لإنتاج اللحوم الحمراء أو الألبان. ويهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز العوائد الاقتصادية للمربين وخلق فرص عمل إضافية في القطاع الزراعي، مما يساهم في التنمية الشاملة للمجتمعات الريفية.

وأشار إلى أن المبادرة توفر التمويل اللازم لشراء الماشية أو لتغطية تكاليف الأعلاف، لكن شراء الحيوانات نفسها يظل مسؤولية المستفيد، لضمان اختياره للأنواع المناسبة لاحتياجاته. ويضمن المشروع المتابعة الميدانية المستمرة، والإشراف البيطري الدقيق، والدعم الفني والاستشاري الكامل للمربين لتحسين ممارسات التغذية والرعاية وإدارة الثروة الحيوانية، مما يضمن صحة القطيع وزيادة الإنتاجية.

وأوضح طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، عملية الانضمام إلى المشروع بشكل مبسط. يمكن للشباب وصغار المربين الراغبين في الاستفادة من المشروع التقديم في أقرب إدارة زراعية لهم، أو في فروع البنك الزراعي المصري (ABE) أو البنك الأهلي المصري (NBE) المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية. ثم يتم إجراء فحص ثلاثي دقيق لحظيرة الماشية من قبل ممثلين عن مديريات الزراعة والطب البيطري والبنك الممول لضمان مدى ملاءمتها للشروط والمعايير المطلوبة، وتوفير بيئة صحية للحيوانات.

وبمجرد تسليم الماشية إلى حظيرة المستفيد، يتم تأمين الحيوانات بسعر مخفض من خلال صندوق التأمين على الثروة الحيوانية، مما يوفر حماية للمربين ضد المخاطر المحتملة. ويتلقى المستفيدون متابعات مكثفة ودورية من مديريات الزراعة والطب البيطري لتقديم الدعم الفني ومعالجة أي تحديات قد تواجههم خلال فترة التربية. وتضمن هذه الآلية المتكاملة نجاح المشروع واستدامته على المدى الطويل، وتحقيق أهدافه في دعم المربين وزيادة الإنتاج الوطني.