23 نوفمبر 2025 في 10:47 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

مسيرة مارسيليا البيضاء: رفض للعنف وتكريم لمهدي كساعي ونداء للعدالة

Admin User
نُشر في: 23 نوفمبر 2025 في 10:00 ص
2 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Kapitalis
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

مسيرة مارسيليا البيضاء: رفض للعنف وتكريم لمهدي كساعي ونداء للعدالة

مسيرة مارسيليا البيضاء: رفض للعنف وتكريم لمهدي كساعي ونداء للعدالة

سارت مارسيليا. لم يكن ذلك مجرد تكريم، بل كان رفضًا للعنف الذي يقتل في الشوارع، وللإجرام الذي ينهش المدينة، وللنسيان الذي يحاول محو الأرواح التي حصدتها الجريمة. يوم السبت الموافق 22 نوفمبر 2025، استجاب ما يقرب من 7000 شخص لدعوة عائلة كساعي وشاركوا في مسيرة بيضاء من أجل مهدي، الذي اغتيل في وضح النهار، في قلب مارسيليا.

لطيف بلهيدي

كان الموكب، الصامت لكن المصمم، يتقدم نحو دوار كلودي دارسي، حيث قُتل مهدي. الشموع، والقرنفل، والقمصان البيضاء: كلها إيماءات رمزية حولت الألم إلى قوة جماعية. سار السكان من جميع الأعمار والأحياء جنبًا إلى جنب، يتقاسمون نفس السخط.

أعد أمين كساعي، شقيق مهدي وناشط بيئي ملتزم بمكافحة تهريب المخدرات، رسالة مسجلة. صوته، الرقيق والحازم في آن واحد، تردد صداه في الحشد: تذكروا اسمه، رددوا اسمه ألف مرة، حتى لا يقع في غياهب النسيان. من أجل أحيائنا، من أجل عائلاتنا، فلننهض. انهضوا! انهضوا! انهضوا! لم يكن هذا مجرد تكريم، بل كان دعوة للكرامة والمقاومة.

الكثير من العائلات تبكي في صمت

ألقت والدة مهدي، وسيلة، كلمة. صوتها، المرتعش لكن القوي، وصل إلى الحشد: ماذا ستقولون لأبنائكم وأمهاتكم؟ هل هن فخورات بكم كما أنا فخورة بأبنائي، بابني؟ ونددت بالعنف الذي يضرب الأبرياء وبتقاعس السلطات العامة: الكثير من الأبرياء يسقطون أو سقطوا. الكثير من العائلات تبكي في صمت. كلمات بسيطة ومباشرة هزت صمت المسيرة.

لم تكن مارسيليا هناك لمجرد التكريم. كانت هناك لتظهر قوتها، ورفضها الاستسلام للخوف. تشهد جولييت، 52 عامًا، مدربة: بسبب التخلي عن أحيائنا، هذا ما يحدث. هذه المسيرة هي لكي لا يخاف أطفالنا بعد الآن من المشي في الخارج. وتضيف فابيان في، أخصائية أمراض النطق: هناك مارسيليا اثنتان: تلك التي تعيش في العنف وتلك التي تستمر رغم كل شيء. يجب أن نخرج من هذا اللاوعي.

حضر مسؤولون سياسيون، من اليسار إلى اليمين المتطرف، لكن صوت السكان هو الذي طغى. أشار بينوا بايان، عمدة مارسيليا، إلى أن مهدي قُتل لترهيب عائلته: لكننا لن نستسلم للخوف. في هذه المسيرة البيضاء، لم يكن للخوف مكان.

تهريب المخدرات ليس مشكلة بعيدة، إنه موجود هنا، في الشوارع، في العائلات. تؤكد صوفي، القادمة من شامبيني سور مارن: ليست مارسيليا وحدها، بل في كل مكان. تهريب المخدرات ينخر مجتمعنا.

رمز لمدينة صامدة

يذكر أمين كساعي والمشاركون بأن مكافحة العنف لا يمكن أن تقتصر على القمع: إنها تتطلب الوقاية والعدالة الاجتماعية والتضامن.

اختتمت المسيرة البيضاء بوقفة تأمل في المكان الذي اغتيل فيه مهدي. وُضعت الزهور والشموع، ولا تزال شعارات العائلة تتردد: من أجل حياتنا، فلننهض. المزيد من المساواة، أقل من الجريمة. تحول الألم إلى قوة جماعية، والذاكرة إلى رمز للالتزام.

أظهرت هذه المسيرة البيضاء أن مارسيليا ترفض الظلم. لم يعد مهدي كساعي مجرد اسم، بل أصبح رمزًا لمدينة صامدة، لمجتمع يرفض الخوف ويطالب بالعدالة. لم تكن مجرد مسيرة: لقد كانت فعل مقاومة، ووعدًا بأن الحياة والذاكرة والكرامة ستنتصر دائمًا على العنف.

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة