متحف التراث التقليدي بكسرى يستعيد بريقه بعد مشروع تجديد شامل
جاري التحميل...

متحف التراث التقليدي بكسرى يستعيد بريقه بعد مشروع تجديد شامل
في إطار صون التراث وتثمين الموروث الثقافي المادي واللامادي، أنجزت الوكالة الوطنية لتثمين التراث وتنشيط الثقافة (AMVPPC) مشروع تجديد متحف التراث التقليدي بكسرى، وهي خطوة هامة نحو الحفاظ على ذاكرة تونس العريقة.
تُعد مدينة كسرى، الواقعة في ولاية سليانة، من المدن التونسية ذات العمق التاريخي والثقافي الكبير، حيث تحتضن كنوزًا أثرية ومعمارية تعكس تعاقب الحضارات على هذه الأرض. ويأتي هذا المتحف ليكون نافذة على هذا الإرث الغني، مقدمًا للزوار لمحة عن الحياة التقليدية والعادات والتقاليد التي شكلت هوية المنطقة عبر العصور.
أفادت الوكالة الوطنية لتثمين التراث وتنشيط الثقافة أن هذا المشروع تم تنفيذه تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، مؤكدة أن الأعمال استندت إلى مقاربة علمية ومنهجية صارمة. وقد تم الحرص الشديد على احترام خصوصيات المبنى التاريخي للمتحف وخصائص المجموعات المعروضة، لضمان الحفاظ على أصالتها وقيمتها التاريخية والفنية. شملت أعمال التجديد ترميم الهيكل المعماري، وتحديث أنظمة العرض والإضاءة، بالإضافة إلى تحسين ظروف الحفظ للمقتنيات الثمينة.
وأضافت نفس المصدر أن أعمال الصيانة والتجديد تندرج ضمن الرؤية الاستراتيجية التي اعتمدتها الوكالة لتعزيز دور المتاحف الجهوية والمحلية. تهدف هذه الرؤية إلى جعل المتاحف ليست مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية، بل مراكز حيوية للتفاعل الثقافي والتعليم والبحث، تسهم في نشر الوعي بالتراث الوطني وتشجيع السياحة الثقافية الداخلية والخارجية.
من خلال هذا التجديد، يسعى متحف التراث التقليدي بكسرى إلى تقديم تجربة غنية وممتعة للزوار، من خلال عروض تفاعلية ومعلومات مفصلة حول الحرف التقليدية، الأزياء، الأدوات الزراعية، والممارسات الاجتماعية التي تميز المنطقة. كما يهدف إلى أن يكون نقطة جذب رئيسية في المنطقة، مما يعزز التنمية المحلية ويخلق فرصًا جديدة للسكان.
يُتوقع أن يساهم هذا المشروع في إبراز القيمة الحضارية لكسرى وتونس ككل، ويشجع الأجيال الجديدة على اكتشاف تراث أجدادهم والافتخار به، مع ضمان استمرارية هذا الإرث للأجيال القادمة.





