10 ديسمبر 2025 في 10:31 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

فرنسا بين الإنفاق المفرط والتحديات المتزايدة: هل ينجح رئيس الوزراء في إنقاذ الموقف؟

Admin User
نُشر في: 9 ديسمبر 2025 في 04:00 ص
7 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Le Figaro
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

فرنسا بين الإنفاق المفرط والتحديات المتزايدة: هل ينجح رئيس الوزراء في إنقاذ الموقف؟

فرنسا بين الإنفاق المفرط والتحديات المتزايدة: هل ينجح رئيس الوزراء في إنقاذ الموقف؟

مخصص للمشتركين

Yves Thrard.

إيف تريار. لو فيغارو.

بينما تنفق فرنسا أكثر مما تنتج، وتواجه آلاف التحديات لإصلاح دفاعها، ونظامها التعليمي، ومعدل المواليد، وخدماتها العامة، وقدرتها التنافسية، فإنها تتجاهل الواقع.

حظ أم نحس؟ رابح أم خاسر؟ هل سينجح رئيس الوزراء الأضعف في الجمهورية الخامسة حيث فشل سلفاه؟ إذا كان الأمر كذلك، فليس من المؤكد أننا يجب أن نفرح. بغض النظر عن نتيجة التصويت على ميزانية الضمان الاجتماعي، فإن البلاد لن تتحسن. بل ستزداد سوءًا إذا تم اعتمادها، نظرًا للتنازلات الباهظة التي قُدمت للاشتراكيين والبيئيين. لم يعد هناك حديث عن تجميد معاشات التقاعد، أو المزايا الاجتماعية، ولا مضاعفة الرسوم الطبية... ولفرض القرار، وعدت الحكومة أيضًا بزيادة هدف نفقات التأمين الصحي بنسبة 3% بدلاً من 2%. كل هذا يضاف إلى تعليق إصلاح نظام التقاعد.

خطأ المادة 49.3

بينما تنفق فرنسا أكثر مما تنتج، وتواجه آلاف التحديات لإصلاح دفاعها، ونظامها التعليمي، ومعدل المواليد، وخدماتها العامة، وقدرتها التنافسية، فإنها تتجاهل الواقع. فبدلاً من الإصلاح لتدارك الأوضاع المتدهورة، يبدو أن الحكومة تفضل الحلول السهلة والترضيات السياسية قصيرة المدى، مما يضع عبئًا إضافيًا على الأجيال القادمة ويهدد استقرار الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.

إن استخدام المادة 49.3 من الدستور، التي تسمح للحكومة بتمرير مشروع قانون دون تصويت البرلمان، هو بحد ذاته إشارة مقلقة. فبدلاً من تعزيز النقاش الديمقراطي والبحث عن توافق وطني حول قضايا حيوية مثل الميزانية والضمان الاجتماعي، تلجأ الحكومة إلى أداة دستورية تثير الجدل وتُفهم على أنها تجاوز للإرادة البرلمانية. هذا النهج لا يضعف فقط الثقة في المؤسسات، بل يمنع أيضًا إجراء مراجعة دقيقة وشاملة للمقترحات، مما قد يؤدي إلى قرارات غير محسوبة العواقب.

إن التنازلات التي قُدمت للأحزاب اليسارية والبيئية، وإن كانت تهدف إلى تأمين تمرير الميزانية، فإنها تأتي بتكلفة باهظة. فتجميد معاشات التقاعد والمزايا الاجتماعية كان من شأنه أن يوفر مبالغ كبيرة يمكن توجيهها نحو الاستثمار في البنية التحتية أو البحث والتطوير. أما زيادة هدف نفقات التأمين الصحي بنسبة 3% بدلاً من 2%، فستزيد من الضغط على نظام صحي يعاني بالفعل من تحديات هيكلية ونقص في الموارد. هذه القرارات، بالإضافة إلى تعليق إصلاح نظام التقاعد، تعكس ترددًا في مواجهة الحقائق الاقتصادية الصعبة، وتؤجل المشاكل بدلاً من حلها.

فرنسا بحاجة ماسة إلى إصلاحات هيكلية عميقة لا مجرد حلول ترقيعية. يجب أن تعيد النظر في نموذجها الاقتصادي والاجتماعي لتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة الدولية. إن التحديات في قطاعات مثل الدفاع، حيث تحتاج البلاد إلى تحديث جيشها لمواجهة التهديدات المتزايدة، والتعليم، الذي يعاني من تراجع مستمر في مستويات الأداء، تتطلب استثمارات جريئة وقرارات صعبة. كما أن تراجع معدل المواليد يهدد التركيبة الديموغرافية للبلاد ويضع ضغوطًا إضافية على أنظمة التقاعد والرعاية الاجتماعية.

إن تجاهل هذه الحقائق واللجوء إلى سياسات الإنفاق المفرط دون رؤية واضحة للمستقبل هو وصفة مؤكدة لمزيد من التدهور. يجب على القيادة الفرنسية أن تتحلى بالشجاعة لاتخاذ القرارات اللازمة، حتى لو كانت غير شعبية على المدى القصير، لضمان مستقبل مزدهر ومستقر للأجيال القادمة. فالميزانية، سواء تم التصويت عليها أم لا، لن تحل المشاكل الأساسية التي تواجهها فرنسا، بل قد تزيد من تعقيدها إذا لم يتم التعامل معها بجدية ومسؤولية.

هذا المقال مخصص للمشتركين.

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة