عشر سنوات على اتفاق باريس للمناخ: أين نحن من هدف 1.5 درجة مئوية؟
جاري التحميل...

عشر سنوات على اتفاق باريس للمناخ: أين نحن من هدف 1.5 درجة مئوية؟
قبل عشر سنوات، في مثل هذا اليوم تمامًا، صنع قادة العالم، المجتمعون في فرنسا، تاريخ الدبلوماسية المناخية باعتمادهم اتفاق باريس والهدف الأكثر طموحًا حتى الآن: الحفاظ على "ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية" ومواصلة الجهود "لحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية". أين نحن اليوم من تحقيق هذه الأهداف الحيوية؟ تستعرض ليبراسيون الوضع الراهن في أربع رسوم بيانية توضح التحديات الهائلة التي تواجه البشرية.
تتزايد درجات الحرارة العالمية منذ أكثر من قرن بوتيرة مقلقة، لكن السنوات العشر الماضية شهدت تسارعًا غير مسبوق في الاحترار المناخي الناتج عن النشاط البشري: إنها الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى الكوكب. لقد حطم عام 2024 كل الأرقام القياسية بتجاوزه، للمرة الأولى على الإطلاق، الحاجز الرمزي البالغ +1.5 درجة مئوية مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900). هذا التجاوز المؤقت، وإن لم يكن يعني بعد أن البشرية قد ألغت رسميًا الحد الذي حدده اتفاق باريس حيث يتطلب ذلك تجاوزًا مستدامًا على مدى عقود إلا أنه بمثابة جرس إنذار قوي وواضح حول مدى قربنا من نقطة اللاعودة.
إن هدف 1.5 درجة مئوية ليس مجرد رقم عشوائي؛ إنه يمثل عتبة حرجة حددها العلماء لتجنب أسوأ الآثار الكارثية لتغير المناخ. فكل جزء من درجة مئوية إضافية يعني تفاقمًا في الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر الشديدة، والجفاف المطول، والفيضانات المدمرة، وارتفاع منسوب سطح البحر الذي يهدد المجتمعات الساحلية والجزر الصغيرة. كما يؤدي تجاوز هذا الحد إلى تسارع في ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية القطبية، مما يهدد النظم البيئية والتنوع البيولوجي بشكل لا رجعة فيه.
على الرغم من الالتزامات التي قطعتها الدول بموجب اتفاق باريس، فإن التقدم المحرز لا يزال بطيئًا وغير كافٍ. لا تزال الانبعاثات العالمية لغازات الاحتباس الحراري في ارتفاع، مدفوعة بالاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري في قطاعات الطاقة والصناعة والنقل. تتطلب معالجة هذه الأزمة تحولًا جذريًا نحو مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة، وحماية الغابات واستعادتها.
إن الذكرى السنوية العاشرة لاتفاق باريس هي فرصة لإعادة تقييم الجهود المبذولة وتجديد الالتزامات. يجب على الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني العمل معًا بشكل أكثر فعالية لتسريع وتيرة العمل المناخي. يتطلب ذلك استثمارات ضخمة في التكنولوجيا الخضراء، ودعم الدول النامية في جهودها للتكيف مع آثار التغير المناخي والتخفيف من حدته، وتعزيز التعاون الدولي. إن مستقبل كوكبنا يعتمد على قدرتنا على تحويل الأهداف الطموحة لاتفاق باريس إلى واقع ملموس قبل فوات الأوان.
