صعود سناي تاكايتشي: آمال اقتصادية وتحديات سياسية في اليابان

تتجه الأنظار نحو اليابان مع اقتراب سناي تاكايتشي من أن تصبح أول رئيسة وزراء للبلاد، وهي شخصية محافظة تثير الكثير من التكهنات حول مستقبل السياسة والاقتصاد الياباني. في تصريحات سابقة، أكدت تاكايتشي التزامها بالاتفاقيات القائمة بين اليابان والولايات المتحدة، مشددة على أهمية التعبير عن الموقف الياباني ضمن إطار هذه الاتفاقيات دون نية لقلب أي منها. هذا الموقف يبعث برسالة طمأنة بشأن استقرار العلاقات الدولية، خاصة في ظل التوقعات بتوليها هذا المنصب التاريخي.

تأثير تاكايتشي على الأسواق اليابانية والآسيوية

شهدت الأسواق الآسيوية ارتفاعًا ملحوظًا، بقيادة اليابان، حيث قفز مؤشر نيكاي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. يعزى هذا الارتفاع إلى التوقعات بقدوم رئيس وزراء يدعم الإنفاق الحكومي، مما أثار حماس المستثمرين. كما ارتفعت عوائد السندات لأجل 40 عامًا، بينما انخفض الين الياباني مقابل العملات الرئيسية الأخرى، مسجلاً أدنى مستوياته مقابل اليورو. هذا التراجع في قيمة الين يُنظر إليه على أنه إيجابي للشركات اليابانية الموجهة للتصدير، مما يعزز من جاذبية الأسهم اليابانية.

تُعرف هذه التحركات في السوق باسم "تداولات تاكايتشي"، حيث يتوقع المستثمرون أن يؤخر بنك اليابان المركزي (BOJ) رفع أسعار الفائدة. وقد انخفضت توقعات السوق لرفع أسعار الفائدة من 80% هذا الشهر إلى 20% فقط في أكتوبر، مما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار السياسة النقدية التيسيرية. ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت الحكومة ستتدخل لفظيًا إذا شهد الين تحركات غير منظمة، خاصة مع استمرار ارتفاع منحنى العائد. وقد تحدثت تاكايتشي أيضًا عن أن إصدار السندات على المدى الطويل قد يكون أمرًا لا مفر منه بالنظر إلى الحاجة إلى متابعة السياسات المالية لدعم الأسر اليابانية.

ملامح سياسات تاكايتشي الاقتصادية والاجتماعية

تُعد سناي تاكايتشي قومية ومُعجبة بشخصية مارغريت تاتشر، وتُعرف أيضًا بحبها لموسيقى الهيفي ميتال. يُنظر إليها على أنها تلميذة لرئيس الوزراء السابق شينزو آبي، الذي كان مرشدها. وقد تحدثت تاكايتشي عن سياسات تعزيز النمو، والتي يرى فيها المستثمرون عودة محتملة لـ"اقتصاد آبي" (Abenomics). على الرغم من تخفيف لهجتها بشأن السياسة النقدية خلال حملتها الانتخابية، إلا أنها أبدت رغبتها في مواصلة توسيع السياسة المالية.

من بين وعودها الانتخابية، تقديم مساعدات نقدية وإعفاءات ضريبية، مما يؤكد توجهها نحو دعم الأسر اليابانية. وفيما يتعلق بالتغيير التاريخي المتمثل في تولي امرأة منصب رئيس الوزراء، تُعرف تاكايتشي بأنها محافظة متشددة، وتتجه العديد من آرائها نحو مجتمع محافظ يركز على الذكور. على سبيل المثال، تعارض السماح للأزواج بالحصول على ألقاب عائلية منفصلة. ومع ذلك، تشير تقارير إعلامية محلية إلى أن تاكايتشي تسعى لتعيين عدد قياسي من النساء في مجلس الوزراء، وهو ما سيكون محور التركيز في الأيام القليلة المقبلة.

الأجندة الدبلوماسية والتحديات الخارجية

تنتظر تاكايتشي أجندة دبلوماسية مزدحمة فور توليها المنصب. تشير التقارير إلى احتمال زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لليابان، مما يعني قمة محتملة مع رئيسة الوزراء الجديدة. كما ستشمل الأجندة قمة شرق آسيا في ماليزيا، ومؤتمر آيباك في كوريا الجنوبية.

وقد تحدثت تاكايتشي عن إعادة التفاوض على أجزاء من الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، وقد يكون تمويل استثمارات أمريكية بقيمة 550 مليار دولار أمرًا معقدًا. وبصفتها محافظة متشددة، تدعم تاكايتشي زيادة الإنفاق الدفاعي، وهو ما قد يلقى قبولًا لدى الرئيس ترامب. ومع ذلك، فإن تعليقاتها المتشددة بشأن الصين قد لا تلقى ترحيبًا في بكين، مما يشير إلى تحديات محتملة في العلاقات مع القوة الآسيوية الكبرى.