10 ديسمبر 2025 في 08:42 م
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

صداقة على المحك: إدوار فيليب وسيباستيان لوكورنو وخلافات إصلاح التقاعد

Admin User
نُشر في: 9 ديسمبر 2025 في 03:01 م
2 مشاهدة
4 min دقائق قراءة
المصدر: Le Figaro
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

صداقة على المحك: إدوار فيليب وسيباستيان لوكورنو وخلافات إصلاح التقاعد

صداقة على المحك: إدوار فيليب وسيباستيان لوكورنو وخلافات إصلاح التقاعد

إدوار فيليب وسيباستيان لوكورنو، في باريس، 21 يونيو 2021.

إدوار فيليب وسيباستيان لوكورنو، في باريس، 21 يونيو 2021.LUDOVIC MARIN / AFP

تقرير - كشف رئيس الوزراء السابق وخلفه البعيد، وهما رفيقا درب سياسيان انتقلا من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (UMP) إلى المعسكر الماكروني، عن خلافاتهما بشأن تعليق إصلاح نظام التقاعد. ومع ذلك، يتوقع أن يلتقيا مجددًا في الحملة الرئاسية.

بدأت الأمسية. إدوار فيليب وجيرالد دارمانان يتبادلان الأنخاب، لكن سيباستيان لوكورنو ليس موجودًا. في هذا الجمعة الموافق 28 نوفمبر، يحتفل مرشح حزب آفاق (Horizons) للانتخابات الرئاسية بعيد ميلاده الخامس والخمسين في شقته الباريسية، لكن رئيس الوزراء اضطر للتوجه إلى مدينته فيرنون (أور)، كما يفعل في معظم عطلات نهاية الأسبوع. صديقه لا يلومه على ذلك: فقد تغيب هو نفسه عن عيد ميلاده المفاجئ قبل سبع سنوات، عندما كان يرأس الحكومة.

لقد تخلل ممارسة السلطة العلاقة بين إدوار فيليب وسيباستيان لوكورنو. في الأيام الأخيرة، كشف النورمانديان القادمان من اليمين، والصديقان منذ حوالي خمسة عشر عامًا، عن خلافات علنية. طلب عمدة لوهافر من نواب حزبه البالغ عددهم 34 نائبًا الامتناع عن التصويت يوم الثلاثاء، خلال التصويت على ميزانية الضمان الاجتماعي، التي تنص على تعليق آخر إصلاح لنظام التقاعد.

أنا لست من دعاة الفوضى، ولا أقترح التصويت ضد. لم أرغب أبدًا في أن تكون حكومة سيباستيان في موقف صعب، لكنني أؤمن بشدة بضرورة الحفاظ على التوازن المالي لنظام التقاعد. هكذا صرح فيليب، موضحًا موقفه الذي يوازن بين الولاء السياسي لقوى الأغلبية وبين قناعاته الاقتصادية. هذا الموقف، الذي قد يبدو متناقضًا للبعض، يعكس استراتيجية فيليب في الحفاظ على مسافة معينة من الحكومة مع التأكيد على أهمية الاستقرار.

تأتي هذه الخلافات في وقت حرج للساحة السياسية الفرنسية، حيث تسعى حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون جاهدة لتمرير إصلاحاتها وسط معارضة قوية. إن تعليق إصلاح نظام التقاعد، الذي كان أحد الركائز الأساسية لبرنامج ماكرون، يمثل نقطة خلاف جوهرية بين فيليب ولوكورنو. ففيليب، الذي كان مهندسًا رئيسيًا للإصلاحات في فترة رئاسته للوزراء، يرى أن التراجع عنها يهدد استدامة النظام المالي للدولة على المدى الطويل. بينما يميل لوكورنو، بصفته رئيسًا للوزراء، إلى تبني نهج أكثر مرونة، ربما لتجنب المزيد من الاضطرابات الاجتماعية أو لتقديم تنازلات سياسية في سياق انتخابي محتمل.

تاريخ الصداقة بين فيليب ولوكورنو يعود إلى سنوات طويلة، حيث التقيا لأول مرة في أروقة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (UMP) في أوائل الألفية الجديدة. كلاهما كانا من الوجوه الصاعدة في اليمين الفرنسي، وكانا يتقاسمان رؤية مشتركة لمستقبل فرنسا. ومع صعود إيمانويل ماكرون وظهور حركة "الجمهورية إلى الأمام"، اتخذ كلاهما قرارًا جريئًا بالانضمام إلى المعسكر الماكروني، تاركين وراءهما حزبهم التقليدي. هذا الانتقال عزز علاقتهما، حيث وجدا نفسيهما في قلب السلطة، يعملان جنبًا إلى جنب في حكومة ماكرون الأولى.

لكن ممارسة السلطة، كما هو الحال غالبًا، تفرض تحديات وتكشف عن اختلافات في الرؤى والاستراتيجيات. ففيليب، الذي أسس حزبه الخاص "آفاق" (Horizons)، يسعى لبناء قاعدة سياسية مستقلة، بينما يظل لوكورنو جزءًا لا يتجزأ من الحكومة الحالية. هذا التباين في المسارات السياسية يفسر جزئيًا التوترات الأخيرة. فامتناع نواب حزب "آفاق" عن التصويت على ميزانية الضمان الاجتماعي لم يكن مجرد تصويت فني، بل كان رسالة سياسية واضحة من فيليب مفادها أنه لن يتردد في التعبير عن قناعاته، حتى لو تعارضت مع خط الحكومة.

على الرغم من هذه الخلافات الظاهرة، فإن فكرة "اللقاء مجددًا" في الحملة الرئاسية تظل قائمة. يرى المحللون أن فيليب ولوكورنو، على الرغم من اختلافاتهما التكتيكية، يتقاسمان هدفًا استراتيجيًا مشتركًا يتمثل في الحفاظ على قوة التيار الوسطي في فرنسا ومواجهة صعود اليمين المتطرف واليسار الراديكالي. قد لا يكون هذا اللقاء بالضرورة تحالفًا مباشرًا، بل قد يكون تنسيقًا غير مباشر أو دعمًا متبادلاً في مراحل معينة من الحملة. فكلاهما يدرك أن وحدتهما، أو على الأقل عدم تعارضهما العلني الشديد، ضرورية لضمان استمرارية المشروع السياسي الذي بدأوه مع ماكرون.

إن العلاقة بين إدوار فيليب وسيباستيان لوكورنو هي مثال حي على تعقيدات السياسة الفرنسية، حيث تتشابك الصداقات الشخصية مع الطموحات السياسية والاختلافات الأيديولوجية. وبينما قد تظهر الخلافات على السطح، فإن الروابط العميقة والتاريخ المشترك غالبًا ما تكون أقوى من التحديات اللحظية، مما يمهد الطريق لإعادة التجمع في ساحات المعارك السياسية المستقبلية.

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة