9 نوفمبر 2025 في 04:07 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

شباب تونس والمخدرات: معركة مجتمعية تتطلب استراتيجية شاملة تتجاوز القمع

Admin User
نُشر في: 7 نوفمبر 2025 في 02:01 م
4 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Kapitalis
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

شباب تونس والمخدرات: معركة مجتمعية تتطلب استراتيجية شاملة تتجاوز القمع

شباب تونس والمخدرات: معركة مجتمعية تتطلب استراتيجية شاملة تتجاوز القمع

كلما غرق شاب تونسي في براثن المخدرات وأنا أضم إليها الكحول، الذي أرى أنه يسبب دمارًا لا يقل خطورة، إن لم يكن أكثر فكأنما المجتمع يخسر معركة أخرى. إنها ليست مجرد قصة فرد واحد: بل هي جزء من مستقبل يتلاشى، ووعد ينطفئ.

طارق قواش *

لقد رفع الرئيس قيس سعيد نبرته مؤخرًا. فقد طلب من وزرائه، والولاة، والسلطات المحلية التحرك بسرعة وقوة ضد انتشار المخدرات في مدارسنا، وأحيائنا، ودور الشباب. وتحدث عن سياسة دولة دائمة، وعن عدم التسامح مطلقًا مع المتاجرين والشبكات التي تستهدف الشباب التونسي.

كانت هذه الكلمات القوية متوقعة. إنها تعكس وعيًا على أعلى مستوى في الدولة. ولكن بعد الخطابات، لا بد من الأفعال. أفعال حقيقية.

الأمن، نعم ولكن أيضًا الاستماع والأمل

لنكن واضحين: القمع ضروري. لا يمكننا أن نسمح للمتاجرين بالازدهار بينما يدمر المراهقون صحتهم ومستقبلهم. ولكن إذا اقتصرت الاستجابة على حملات الشرطة، فستظل المشكلة قائمة. لأن الشر الحقيقي هو الفراغ: فراغ الأفق، فراغ المعنى، فراغ الأمل.

لا يقع الشاب في براثن المخدرات بالصدفة. بل يلجأ إليها لغياب البدائل، أو بسبب الملل، أو الغضب، أو ببساطة للهروب من واقع بلا آفاق. وهنا يجب على الدولة أن تلعب دورها كاملاً: الاستثمار في التعليم، والثقافة، والرياضة، والترفيه.

يجب إعادة الحياة إلى دور الشباب، وجعلها أماكن للإبداع لا للتيه. تدريب المعلمين، دعم الأسر، إنشاء مساحات للاستماع والدعم النفسي. وقبل كل شيء، قول الحقيقة: الكحول مخدر. لا يمكننا الادعاء بمكافحة الإدمان بينما نتجاهل الإدمان الأكثر تسامحًا في المجتمع.

الكحول، الشر الذي نستهين به

في بلادنا، يظل الكحول موضوعًا شبه محظور. لا نتحدث عنه إلا عندما تقع مأساة. ومع ذلك، فإنه يدمر الأرواح، والأسر، والعقول. وغالبًا ما يكون الخطوة الأولى نحو إدمانات أخرى.

إذا أردنا حقًا حماية شبابنا، فيجب دمج الكحول في الاستراتيجية الوطنية للوقاية. ليس للحكم أو التجريم، بل للفهم، والإعلام، والوقاية. الشاب الذي يشرب لملء فراغ يحتاج إلى الاستماع، لا إلى اللوم.

مسؤولية جماعية

لقد وضع الرئيس النقاش على الطاولة؛ وعلينا أن نواصله. لأن مكافحة المخدرات لا تُربح فقط في مراكز الشرطة: بل تُخاض أيضًا في المدرسة، وفي المنزل، وفي الشارع، وفي الملاعب الرياضية.

لكل فرد دور يلعبه: المعلمون، في اكتشاف الضيق؛ الآباء، في الحوار؛ المنتخبون، في العمل على المستوى المحلي؛ والجمعيات، في خلق البدائل.

إنها قضية مجتمع، وقيم، وتضامن، وحب لشبابنا.
لقد ذكّر قيس سعيد مؤخرًا: الذين يهاجمون أمن الدولة يستهدفون اليوم أمن المجتمع. وهو محق. فالمخدرات، بجميع أشكالها، هي هجوم مباشر على تماسكنا الوطني. لكن التماسك ليس مجرد شعار؛ إنه عمل يومي، مبني على الثقة، والاحترام، والكرامة المستعادة.

إذن نعم، لنقلها بصراحة: لا للمخدرات، لا للكحول المدمر، نعم للشباب التونسي الرصين، الواعي، المبدع والمبتكر. شباب يرفض النسيان السهل ويختار الوضوح. شباب لا يزال يؤمن بقوة العمل، بجمال المعرفة، وبكرامة العيش حرًا وشامخًا.

يجب أن تكون هذه المعركة معركة بلد بأكمله.

* مهندس في الصناعات الغذائية ومدرب ومستشار مستقل أول

** مقال رأي حر كُتب بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة