سعيدة العقربي: منفى لا ينتهي وتحديات مستمرة بعد سقوط بن علي

سعيدة العقربي: منفى لا ينتهي وتحديات مستمرة بعد سقوط بن علي

بسبب قربها المشكوك فيه من الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، اضطرت سعيدة العقربي، الرئيسة السابقة للمنظمة التونسية للأمهات، إلى المنفى الطوعي في فرنسا غداة سقوط الديكتاتور في 14 يناير 2011. وهذا لا يمنعها من تذكير مواطنيها بنفسها من حين لآخر.
المنفى، الذي يبدو أنه سيطول، حيث تخشى المعنية الملاحقات القضائية في بلدها، ليس نهراً هادئاً. وهكذا، في 9 أبريل 2015، فقدت سعيدة العقربي ابنها الوحيد، أحمد الجريبي، الذي توفي فجأة عن عمر يناهز 37 عاماً في عيادة بالدار البيضاء بالمغرب، تاركاً أرملة وطفلين صغيرين. ولم تتمكن من حضور جنازته في تونس.
وكأنها تحدٍ لمعارضي السيدة العقربي، في يونيو من نفس العام، مُنحت جائزة "نساء التميز" على هامش القمة الخامسة والعشرين لرؤساء الدول الأفريقية التي نُظمت في جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا).
ومؤخراً، تم تعيين المنفية السياسية مسؤولة عن الشراكات مع الهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية داخل المفوضية العليا للشتات الأفريقي في فرنسا، حيث تقيم وحصلت على اللجوء السياسي في عام 2016.
بالنسبة للنائبة السابقة المعروفة بمساهماتها في الصحة العامة وحقوق المرأة والمجتمع المدني والحوار المؤسسي، فإن هذا الاعتراف الدولي هو عزاء ضئيل لا يمكن أن ينسيها ألم المنفى. يحسدها البعض (لقربها من بن علي) ويكرهها آخرون (للسبب نفسه)، وهي لا تزال، بعد أحد عشر عاماً من سقوط "عرابها"، تدفع ثمن خيارات سياسية جلبت لها عداوات لا حصر لها قبل وبعد عام 2011.
في سن الثمانين، لا تزال سعيدة العقربي لا تستطيع التفكير في العودة إلى الوطن. فالظرف الوطني، الذي لا يزال متوتراً ومتقلباً، لا يسمح بذلك. يجب أن يكون مثالها درساً لكل من يعتقد أن التزاماتهم المفرطة اليوم ستُنسى غداً...
إ. ب.