زيلينسكي يلتقي قادة أوروبيين وسط انتقادات ترامب وإشادة الكرملين بموقف أمريكا الجديد

سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة أوروبيين في لندن يوم الاثنين، في إظهار للتضامن، بعد أن اتهمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم قراءة أحدث مقترح سلام، وفي الوقت الذي أشاد فيه الكرملين بموقف أمريكا الجديد الأكثر صرامة تجاه أوروبا.

انتقد ترامب زيلينسكي يوم الأحد بعد أن انتهت المحادثات بين المفاوضين الأمريكيين والأوكرانيين خلال عطلة نهاية الأسبوع في ميامي بأسئلة لم تُحل حول الضمانات الأمنية والقضايا الإقليمية، واستمرار القلق من أن المقترح الأمريكي يميل لصالح روسيا.

قال ترامب: "لقد تحدثنا إلى الرئيس [الروسي] [فلاديمير] بوتين وتحدثنا إلى القادة الأوكرانيين، بمن فيهم... الرئيس زيلينسكي، ويجب أن أقول إنني أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح بعد، وذلك كان قبل بضع ساعات."

وأضاف أن روسيا تفضل الحصول على أوكرانيا بأكملها، وأنه يعتقد أن موسكو "موافقَة" على خطة السلام، لكنه "غير متأكد من أن زيلينسكي موافق عليها."

جاءت تصريحات ترامب في الوقت الذي رحب فيه الكرملين باستراتيجية إدارته الجديدة للأمن القومي، وهي إعادة تنظيم للسياسة الخارجية تتبنى موقفًا تصادميًا غير مسبوق تجاه أوروبا.

لقد أسقطت وثيقة استراتيجية الأمن الأمريكية اللغة التي استخدمتها الإدارات السابقة لوصف روسيا كتهديد، وتذكر أن الدول الأوروبية تعتبر موسكو "تهديدًا وجوديًا"، وتصور واشنطن كوسيط مركزي في إعادة إرساء "ظروف الاستقرار داخل أوروبا والاستقرار الاستراتيجي مع روسيا."

وفي حديثه للصحفيين يوم الأحد، بدا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف وكأنه يثني على الاستراتيجية ويمدح الرئيس الأمريكي، واصفًا إياه بـ "القوي".

قال بيسكوف: "التعديلات التي نراها، أود أن أقول، تتوافق، من نواحٍ عديدة، مع رؤيتنا"، مضيفًا: "ربما يمكن للمرء أن يأمل أن يكون هذا ضمانًا متواضعًا لإمكانية مواصلة العمل البناء معًا لإيجاد تسوية سلمية لأوكرانيا، على الأقل."

بالنسبة للقادة الأوروبيين، التوقيت مقلق: فالولايات المتحدة تقود محادثات السلام الأوكرانية في الوقت الذي يتصلب فيه موقفها تجاه أوروبا، مما يثير مخاوف من أن يؤثر هذا التحول على المفاوضات في لحظة حرجة.

من المرجح أن تكون هذه القضايا مطروحة على الطاولة يوم الاثنين عندما يسافر زيلينسكي إلى لندن، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرز.