السويس، مصر، 26 أكتوبر (MENA) أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، وخاصة الشركات العالمية، لتطوير الخدمات اللوجستية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تعد مركزًا محوريًا للتجارة العالمية.

جاء ذلك خلال افتتاح مدبولي، يوم الأحد، مشروع مستودع "المركز اللوجستي المصري" التابع لشركة موانئ دبي العالمية (DP World) ضمن المنطقة الصناعية لشركة التنمية الرئيسية (MDC) بالعين السخنة، الذراع الصناعية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك خلال جولته التفقدية للمنطقة الصناعية المتكاملة.

ويشمل المشروع مستودعًا جمركيًا لتخزين الحاويات وآخر للبضائع غير الجمركية، بما يتماشى مع جهود مصر لتعزيز قطاعها اللوجستي. وأشاد مدبولي بالجهود المبذولة لإنجاز المشروع، مؤكدًا التزام الحكومة بتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي رائد للتجارة والخدمات اللوجستية.

من جانبه، صرح المهندس وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بأن المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز دور المنطقة كمركز إقليمي رئيسي للخدمات اللوجستية والتجارة العالمية. وأشار إلى أن المستودع الجمركي المتكامل سيسهل التدفقات التجارية ويقلل التكاليف التشغيلية للمستثمرين.

وأوضح مسؤولون من موانئ دبي العالمية السخنة أن المركز يمتد على مساحة 300 ألف متر مربع، بتكلفة استثمارية تبلغ 85 مليون دولار، ويتم تنفيذه على مرحلتين؛ الأولى منها تعمل بالفعل، بينما من المقرر إطلاق الثانية في الربع الثالث من عام 2026. وأضافوا أن المنطقة اللوجستية ستوفر أكثر من 150 فرصة عمل في مرحلتها الأولى، وستتجاوز 300 فرصة عند اكتمال المرحلة الثانية. كما أن موقعها الاستراتيجي بالقرب من ميناء العين السخنة ومدينة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة يتيح تكاملاً استثنائيًا للعمليات اللوجستية.

ويعد هذا المرفق أول مجمع لوجستي متكامل بالكامل داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث يقدم خدمات تخزين جمركية وغير جمركية، وحلولاً رقمية ذكية، وتتبعًا للشحنات في الوقت الفعلي، وتخليصًا جمركيًا في الموقع، ومنصة رقمية موحدة للعملاء. ويخدم قطاعات رئيسية تشمل المواد الخام، والتعبئة والتغليف، والزراعة، والإلكترونيات، والبناء، والمنسوجات، والسيارات، ومكونات السيارات الكهربائية.

وبعد حفل الافتتاح، قام مدبولي بجولة في المستودع C، حيث شهد محاكاة حية لعمليات الشحن، مؤكدًا أن المنطقة اللوجستية الجديدة تعزز مكانة مصر كمركز تجاري إقليمي وعالمي من خلال الاستفادة من موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتكاملة.

وقال سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، إن التزام الشركة تجاه مصر يمتد إلى ما هو أبعد من عمليات الموانئ ليشمل بناء نظام بيئي لوجستي مستدام ومتكامل يغطي سلسلة التوريد بأكملها من خطوط الإنتاج إلى المستهلكين. وأضاف بن سليم: "هدفنا هو ضمان التكامل السلس لسلسلة التوريد لتعزيز التدفقات التجارية، ودعم الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة، ودفع النمو الاقتصادي."

منذ عام 2008، كانت موانئ دبي العالمية شريكًا رئيسيًا في التوسع التجاري لمصر، حيث استثمرت أكثر من 1.3 مليار دولار لتعزيز القدرة وتحديث ميناء السخنة، وربطه بسلاسل التوريد العالمية. وتهدف الشركة إلى تعزيز مكانة مصر على خريطة التجارة العالمية من خلال حلول لوجستية مستدامة ومتكاملة تعزز سلاسل التوريد الآمنة والفعالة والمترابطة.

حضر الحفل الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، والدكتور محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، واللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، وسعادة حمد الزعابي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر، والمهندس وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعبد الله رمضان، نائب محافظ السويس، ورئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ دبي العالمية، إلى جانب كبار المسؤولين وممثلي الشركات العالمية والقطاع الخاص. (MENA)