جزر تشاغوس: قصة شعب مهجّر وصراع مستمر من أجل العودة والسيادة والعدالة الدولية
جاري التحميل...

جزر تشاغوس: قصة شعب مهجّر وصراع مستمر من أجل العودة والسيادة والعدالة الدولية
يُعد أرخبيل تشاغوس، المفقود في المحيط الهندي، اليوم رمزًا صارخًا لإنهاء استعمار غير مكتمل وحقوق منتهكة. فبين عامي 1968 و1973، طُرد سكان تشاغوس قسرًا من قبل المملكة المتحدة للسماح بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في دييغو غارسيا. ولكن بعد أكثر من نصف قرن، لا يزال التشاجوسيون يطالبون بحقهم في العودة وكرامتهم وسيادتهم.
\nجمال قتالة
\nفي أغسطس 2025، تم تحقيق إنجاز تاريخي: أعلنت الشتات التشاجوسي عن تشكيل الحكومة الانتقالية لجمهورية أرخبيل تشاغوس (GTRAC). هذه الحكومة، التي ولدت من إرادة المنفيين أنفسهم، تمثل خطوة رمزية وسياسية في النضال من أجل استعادة أراضيهم والاعتراف الدولي بحقهم في تقرير المصير.
\nينحدر التشاجوسيون من شعب مختلط الأعراق، ناتج عن تزاوج بين الأفارقة والمدغشقريين والقمريين وجنوب الآسيويين والكريول. تكشف آثار الوجود التي تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر عن روابط مع اليمن وجزر القمر والمالديف. ويعود أول استيطان دائم موثق إلى عام 1784: حيث نزل المزارع الفرنسي بيير ماري لو نورماند من جزيرة موريشيوس مع عبيد مدغشقريين وبعض العمال المهرة.
\nشعب مختلط الأعراق، محاه الاستعمار
\nعاشت هذه المجتمعات وفقًا لتقاليدها الخاصة ولغتها الكريولية وأنماط عيشها المتكيفة مع عزلة الأرخبيل. انقلب كل شيء بقرار بريطانيا، المدعوم من واشنطن، بطرد التشاجوسيين للتنازل عن دييغو غارسيا للقاعدة العسكرية. دُمرت المنازل، ودُنست المقابر، ومُحيت السجلات المدنية. أُرسل شعب تشاغوس إلى موريشيوس وسيشيل، حيث واجهوا الفقر والتهميش والتمييز. توفي الكثيرون في المنفى، بينما نشأت الأجيال اللاحقة بلا جنسية أو في حالة من عدم الأمان القانوني الدائم.
\nيشكل طرد التشاجوسيين انتهاكًا صارخًا لعدة صكوك دولية. يكرس ميثاق الأمم المتحدة الحق في تقرير المصير؛ وتحمي العهود الدولية حرية التنقل والحق في التنمية. ويحظر إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية عمليات الطرد القسري ويعترف بالحق في استعادة الأراضي. وتضمن الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب العودة والكرامة والحفاظ على الثقافة.
\nالقانون الدولي مقابل الاستراتيجية العسكرية
\nفي عام 2019، قضت محكمة العدل الدولية (CIJ) بعدم شرعية استمرار السيطرة البريطانية على الأرخبيل ودعت إلى إنهاء الاحتلال. وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الموقف في القرار 73/295. ومع ذلك، على أرض الواقع، يظل الأرخبيل غير متاح للتشاجوسيين. الحق موجود، لكن المصالح الجيوسياسية والعسكرية تعرقل تنفيذه.
\nفي 19 يونيو 2025، قطع التشاجوسيون خطوة تاريخية بإنشاء الحكومة الانتقالية لجمهورية تشاغوس. تقوم هذه المبادرة على ثلاثة أركان: الاستمرارية الثقافية والهوياتية للشعب في المنفى، وغياب الموافقة على طردهم، والحق غير القابل للتصرف في تحديد مستقبلهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي بحرية.
\nتؤكد الحكومة الانتقالية لجمهورية تشاغوس (GTRAC) شرعيتها بتمثيل جميع جزر الأرخبيل ومياهها الإقليمية وشعابها المرجانية. الهدف ليس رمزيًا فحسب: بل يتعلق بتنظيم المطالب التشاجوسية وإعداد عودة فعلية في ظروف آمنة ومحترمة للسكان والبيئة.
\nمرآة المظالم
\nيجد النضال التشاجوسي صدى له في كتاب