تونس والوكالة الفرنسية للتنمية توقعان عقود قروض بقيمة 54.5 مليون يورو لتمويل مشاريع حيوية
جاري التحميل...

تونس والوكالة الفرنسية للتنمية توقعان عقود قروض بقيمة 54.5 مليون يورو لتمويل مشاريع حيوية
تم توقيع عدة عقود قروض بقيمة إجمالية قدرها 54.5 مليون يورو (ما يعادل 185.7 مليون دينار) يوم الجمعة 12 سبتمبر 2025، بين تونس والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD). ستساعد هذه القروض في تمويل مشاريع في مجالات المياه والتوظيف والإدماج.
أقيم حفل التوقيع الرسمي في وزارة الاقتصاد والتخطيط، بحضور وزير الاقتصاد والتخطيط، سمير عبد الحفيظ، والمدير التنفيذي للجغرافيا بالوكالة الفرنسية للتنمية، فيليب أورليانج، الذي يزور تونس حاليًا، والرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد)، عبد الحميد مناجة، بالإضافة إلى سفيرة فرنسا في تونس، آن غيغين.
تعزيز البنية التحتية المائية
وقعت الصوناد والوكالة الفرنسية للتنمية اتفاقيات تمويل تكميلية لمشروعين هيكليين للبنية التحتية المائية، وذلك بهدف تحسين إمدادات مياه الشرب للمراكز الحضرية التونسية الرئيسية.
ويتعلق الأمر بتقديم تمويلات إضافية بقيمة 12 مليون يورو و30 مليون يورو لتعزيز نظام جلب المياه في الوطن القبلي والساحل وصفاقس، وتأمين تزويد تونس الكبرى بالمياه، على التوالي.
علاوة على ذلك، تم منح منحة إضافية بقيمة 0.5 مليون يورو لاستكمال المخطط التوجيهي لمياه الشرب في تونس الكبرى. وبتمويل مشترك مع بنك الاستثمار الأوروبي (BEI)، يبلغ إجمالي التزام الوكالة الفرنسية للتنمية في مشروع تونس الكبرى الآن 68 مليون يورو.
عمليًا، ستُستخدم هذه التمويلات بشكل خاص لبناء محطات جديدة لمعالجة المياه (في القلعة الكبرى وبجاوة) وخزانات، بالإضافة إلى مد أنابيب إضافية، بهدف زيادة قدرة الشبكة وموثوقيتها.
وهكذا، سيستفيد ما يقرب من 6 ملايين تونسي (حوالي نصف سكان البلاد) مباشرة من هذه الاستثمارات التي تستجيب لتحديات استراتيجية كبرى، بما في ذلك تثمين الفوائض المائية في الشمال، ومواكبة ارتفاع الطلب في المناطق الحضرية، والحفاظ على المياه الجوفية في المناطق الداخلية.
الإدماج الاقتصادي للأسر
فيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي للفئات الأكثر ضعفًا، قدمت الوكالة الفرنسية للتنمية دعمًا ماليًا بقيمة 5 ملايين يورو لتونس. يغذي هذا التمويل برنامج التمكين الاقتصادي للفئات الفقيرة ومحدودة الدخل والأشخاص ذوي الإعاقة، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية.
يدعم هذا البرنامج، الذي أُنشئ عام 2022، مشاريع ريادة الأعمال التي يضطلع بها الأشخاص الأكثر ضعفًا من خلال منح ودعم شخصي لإنشاء أنشطة مدرة للدخل.
سيمكن دعم الوكالة الفرنسية للتنمية وزارة الشؤون الاجتماعية من مضاعفة قدرات برنامجها، مع استهداف المناطق الأكثر تضررًا من الفقر وديناميكيات التنقل.
الهدف هو تعزيز الإدماج الاقتصادي المستدام لهذه الفئات السكانية، بالإضافة إلى المرونة الاجتماعية للمناطق.
التكوين المهني وحركية الشباب
كما تم إبرام عقد تمويل آخر يهدف إلى تعزيز قطاع التكوين المهني وتشجيع الحركية المهنية للشباب.
يأتي هذا المشروع الجديد، الذي تبلغ قيمته 7 ملايين يورو (بتمويل مشترك من الوكالة الفرنسية للتنمية بمبلغ 5 ملايين يورو ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية بمبلغ 2 مليون يورو)، ليواجه تحدي بطالة الشباب.
في إطار التعاون التونسي الفرنسي في مجال الهجرة وتنمية المهارات، سيمول المشروع تحديث مركزين نموذجيين للتكوين، وهما المركز القطاعي للآلات بسوسة والمركز القطاعي للميكانيك العام بقرمبالية. والهدف هو تحويلهما إلى مراكز امتياز.
يشمل التمويل، من جهة، تحديث البنية التحتية لهذه المراكز، ومن جهة أخرى، تعزيز قدرات المدربين والفاعلين في مجال التوظيف في تونس، مع التركيز على الحركية الدولية للشباب.
يهدف المشروع، الذي يستمر ثلاث سنوات ومن المتوقع أن يبدأ في ديسمبر المقبل، إلى استقبال 1800 متدرب في المراكز المجددة وتحقيق نسبة توظيف 100% للخريجين بعد عام واحد من انتهاء تكوينهم.
كما يطمح إلى إنشاء أو تعزيز 10 مسارات تكوينية، ومرافقة 100 تونسي عائد في إعادة إدماجهم المهني.