تونس والجزائر: النفطي يؤكد عمق الروابط الأخوية ويدعو لتعزيز التعاون الثنائي

استقبل محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025، وفداً يمثل البرلمان الجزائري، يتألف من أعضاء المجموعة البرلمانية للأخوة والصداقة التونسية الجزائرية، برئاسة محمد الهادي تبسي. تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز الروابط التاريخية والمتينة التي تجمع البلدين الشقيقين، وتأكيداً على الإرادة المشتركة لدفع مسيرة التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وقد شكل هذا اللقاء فرصة للوزير النفطي للتأكيد مجدداً على عمق ومتانة العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين، والتي تستند إلى روابط الدم والجوار والمصير المشترك. كما شدد الوزير على الإرادة المشتركة لقيادتي البلدين لتطوير علاقات التعاون وحسن الجوار بين تونس والجزائر والارتقاء بها إلى أسمى المستويات، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويساهم في استقرار المنطقة وازدهارها.

وفي هذا الصدد، أشار الوزير إلى التحضيرات الجارية لضمان نجاح الاستحقاقات الثنائية القادمة، وفي مقدمتها اللجنة المشتركة الكبرى التونسية الجزائرية، التي ستنعقد في تونس من 9 إلى 12 ديسمبر 2025. وتعتبر هذه اللجنة منصة حيوية لمراجعة وتقييم التقدم المحرز في مجالات التعاون المختلفة، وتحديد آفاق جديدة للشراكة في قطاعات حيوية مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والأمن والثقافة والتعليم.

كما أشاد الوزير بالدور المنوط بالمؤسسات البرلمانية والتشريعية في البلدين في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الثنائي بين تونس والجزائر وتجسيد مشاريع التعاون القائمة بينهما. وأكد كذلك على المهام الموكلة للبرلمانيين التونسيين والجزائريين للدفاع عن مصالح البلدين ضمن الفضاءات البرلمانية العربية والإفريقية وغيرها من الأطر البرلمانية التي ينتمون إليها، وذلك بالنظر إلى حجم التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة التي تتطلب تنسيقاً وتشاوراً مستمرين.

من جانبه، أعرب الوفد البرلماني الجزائري عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً على أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين البرلمانين التونسي والجزائري في القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي والدولي. وأشار الوفد إلى أن التعاون البرلماني يمثل ركيزة أساسية لدعم الدبلوماسية الرسمية، ويساهم في تقريب وجهات النظر وتوحيد المواقف تجاه التحديات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم التكامل الاقتصادي المغاربي.

ويعكس هذا اللقاء التزام تونس والجزائر الراسخ بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية، التي لا تقتصر على الجانب الحكومي فحسب، بل تمتد لتشمل المؤسسات التشريعية والمجتمع المدني. ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود المشتركة في فتح آفاق أوسع للتعاون، وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين نحو مستقبل أفضل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.