تونس تستضيف منتدى سجلات الشركات وتكشف عن استراتيجية التحول الرقمي للسجل الوطني للمؤسسات
جاري التحميل...

تونس تستضيف منتدى سجلات الشركات وتكشف عن استراتيجية التحول الرقمي للسجل الوطني للمؤسسات
تستضيف تونس هذا الأسبوع الدورة الحادية والعشرين لمنتدى سجلات الشركات (CRF)، لتكون المرة الأولى التي تُنظم فيها هذه المؤتمر العالمي في بلد ناطق بالفرنسية وفي منطقة المغرب العربي. يجمع الحدث 180 مندوبًا من 65 دولة ويركز على قضايا الشفافية والتحديث ومكافحة غسل الأموال في السجلات التجارية.
يحدد السجل الوطني للمؤسسات (RNE) العديد من التحديات الرئيسية في عمله الحالي. تتعلق الصعوبة الأولى بالتوازن بين نشر المعلومات للجمهور وحماية البيانات الشخصية. في سياق تتزايد فيه متطلبات الشفافية الاقتصادية، يصبح هذا التوفيق معقدًا. التحدي الثاني هو توفير وصول سريع وموثوق للبيانات للمستخدمين، وخاصة المؤسسات المالية والمؤسسات العامة مثل القضاء. أخيرًا، يجب على السجل الاستجابة للضغوط التنظيمية الدولية، لا سيما توصيات مجموعة العمل المالي (GAFI)، التي تفرض معايير صارمة فيما يتعلق بالامتثال وتحليل البيانات ومنع غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
في مواجهة هذه القيود، قدم السجل الوطني للمؤسسات (RNE) استراتيجية طموحة للتحول الرقمي. ووفقًا لمديره العام، محمد عادل الشواري، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع خدمات السجل قد تم رقمنتها بالفعل. الهدف هو تحقيق الرقمنة الكاملة بحلول عام 2027، مما يسمح للمستخدمين بإنجاز جميع معاملاتهم عن بعد. يحتل الذكاء الاصطناعي مكانة مركزية في هذا المشروع، من خلال تسهيل الكشف التلقائي عن المخالفات وتوقع مخاطر الاحتيال قبل وقوعها. يهدف هذا النهج إلى تطوير السجل الوطني للمؤسسات من سجل سلبي إلى سجل ذكي، قادر على تعزيز فعالية مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
لمواكبة هذا التحديث، يخطط السجل الوطني للمؤسسات أيضًا لتطوير البنية التحتية الوطنية. يشمل ذلك تأمين التوقيع الإلكتروني ومفاتيح الإيداع لضمان القيمة القانونية للمستندات الرقمية، بالإضافة إلى الاعتماد المستقبلي للعقد الإلكتروني، أو "العقود الذكية"، للتخلص التدريجي من استخدام الورق. يغطي السجل حاليًا 850 ألف كيان، بما في ذلك الأشخاص الطبيعيون مثل التجار والحرفيين وأصحاب المهن الحرة، بالإضافة إلى الأشخاص الاعتباريين الذين يمثلون جميع أشكال الشركات والجمعيات.
لقد كانت هذه الدورة من منتدى سجلات الشركات (CRF) أيضًا فرصة لدمج القطاع الخاص في العملية. أنشأ السجل الوطني للمؤسسات منتدى عرض ورعاية لتقريب الفاعلين العموميين ومقدمي الحلول التكنولوجية. الهدف هو تعزيز التبادل وتمكين السجلات التجارية من تبني الابتكارات الرقمية المتكيفة مع احتياجاتها بشكل أسرع.
من المتوقع أن يكون لتحديث السجل الوطني للمؤسسات تداعيات اقتصادية مباشرة. تهدف الرقمنة الكاملة واستخدام الذكاء الاصطناعي إلى تحسين الوصول إلى المعلومات، وتعزيز شفافية العمليات التجارية، وتقليل مخاطر الاحتيال. يمكن لهذه التطورات أيضًا أن تعزز ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية، مما يساهم في جاذبية تونس كمركز اقتصادي إقليمي.