توترات متصاعدة بين عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني والقادة اليهود حول إسرائيل

في الجمعة التي تلت فوز زهران ممداني، ألقى الحاخام عميئيل هيرش خطبة قال فيها إنه يعتقد أن انتقادات عمدة نيويورك المنتخب لإسرائيل تتماشى مع حماس، وأن منتقدي إسرائيل يريدون فصل "اليهود الجيدين" عن "اليهود السيئين" بطريقة تعرض الجالية اليهودية في المدينة للخطر.

تحدى هيرش، الذي يصف نفسه بالليبرالي، ممداني أن يثبت خطأه.

وقال لشبكة سي إن إن: "إذا كنت مخطئًا، فقل ذلك". "سيكون ذلك موضع ترحيب من قبل الجالية اليهودية الأمريكية، والجالية اليهودية في نيويورك، ومن قبل العديد من غير اليهود الذين يهتمون بهذه القضايا."

وبعد شهر، أشار إلى أنه لا يزال ينتظر.

من المتوقع أن يعقد ممداني اجتماعًا غير معلن يوم الخميس مع مجلس حاخامات نيويورك، الذي يرأسه هيرش حاليًا. ووفقًا لاثنين من المدعوين، يخطط العديد من الحاخامات الحاضرين لاقتراح أجندة موحدة، مطالبين ممداني بالتراجع عن رفضه لحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية أو عن دعمه لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها بسبب معاملتها للفلسطينيين.

لكن القيام بذلك لن يضع ممداني في خلاف مع قاعدته فحسب، فكما أقر هيرش في خطبته، فقد تراجع دعم إسرائيل ليس فقط بين أقصى اليسار ولكن داخل الحزب الديمقراطي ككل. سيكون ذلك بمثابة تراجع تتدفق منه العديد من قناعات ممداني الأخرى. فكما أعلن في مؤتمر الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين قبل عامين فقط، "كان النضال من أجل التحرير الفلسطيني في صميم سياستي ولا يزال كذلك."

مع بقاء أسابيع قليلة على تنصيبه في الأول من يناير، لم يحرز ممداني تقدمًا يذكر في تخفيف حدة الصراع الذي أثار حملته الانتخابية. يحذر قادة الجالية اليهودية من أن انتقادات ممداني لإسرائيل تغذي معاداة السامية وأنه يفتقر إلى الحساسية تجاه ما يواجهونه، بينما يدعم التقدميون من أقصى اليسار وكذلك الناخبون من أصول عربية ومسلمة سياسات ممداني ويريدون منه قيادة المعارضة لإسرائيل من منصبه الجديد.

قال ستو لوزر، وهو استراتيجي ديمقراطي كان السكرتير الصحفي للعمدة مايك بلومبرغ ويهودي ملتزم: "في عام 1654، حاول بيتر ستويفيسانت وفشل في منع أول يهود أبحروا إلى مينائنا من النزول إلى الشاطئ. ومنذ ذلك الحين، كان لكل عمدة منتخب لنيويورك تقريبًا علاقات دافئة وطويلة الأمد مع الجاليات اليهودية في المدينة". وأضاف: "لذا نحن في مياه مجهولة هنا."

يحذر ثلاثة قادة يهود على الأقل سرًا من أنهم سيضغطون على مسؤولين آخرين في نيويورك مثل الحاكمة كاثي هوكول ورئيسة مجلس المدينة القادمة جولي مينين لعدم التعاون مع ممداني على نطاق أوسع إذا نفذ تحركاته المناهضة لإسرائيل الموعودة ولم يقدم المزيد من التطمينات لليهود في المدينة. وقال العديد منهم لشبكة سي إن إن إنهم تلقوا بالفعل تطمينات خاصة من بعض القادة بأنهم سيأخذون أي اعتراضات في الاعتبار.