19 ديسمبر 2025 في 08:28 م
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

تحولات جيوسياسية في الشرق الأوسط: التطبيع الإسرائيلي الخليجي وتحديات الوكلاء الإيرانيين

Admin User
نُشر في: 19 ديسمبر 2025 في 08:00 ص
8 مشاهدة
4 min دقائق قراءة
المصدر: Daily News Egypt
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

تحولات جيوسياسية في الشرق الأوسط: التطبيع الإسرائيلي الخليجي وتحديات الوكلاء الإيرانيين

تحولات جيوسياسية في الشرق الأوسط: التطبيع الإسرائيلي الخليجي وتحديات الوكلاء الإيرانيين

مع اقتراب عام 2025 من نهايته، يستعد المسرح السياسي في الشرق الأوسط لتحول زلزالي. في ذروة هذا التحول يكمن التطبيع المرتقب منذ فترة طويلة بين إسرائيل والعديد من العواصم الخليجية، وهي عملية ظلت في الكواليس منذ ولاية دونالد ترامب الأولى. ومع ذلك، فإن أسس هذا التحول تُرسى من خلال ديناميكيات متطورة في اليمن، حيث تتم إعادة معايرة موازين القوى، وفي لبنان، الذي أكد استقلاله بشكل ملحوظ برفضه اجتماعًا رسميًا بين وزارة خارجيته والقيادة الإيرانية.

يظل الشرط الإسرائيلي المركزي للمضي قدمًا في التطبيع مع دول الخليج هو تحييد الوكلاء الإيرانيين في جميع أنحاء المنطقة. ونتيجة لذلك، يبدو أن المناورات الدبلوماسية الحالية التي تشمل الفاعلين الخليجيين في اليمن ولبنان مصممة للتوسط في تسويات تجرد هذه الصراعات بفعالية من بعدها الإيراني.

تحولات الرمال في سوريا ولبنان

أضافت التطورات في سوريا طبقة من التعقيد. فقد تحولت السياسة الأمريكية مؤخرًا نحو إمكانية إنشاء كيان كردي أو شبه كردي في شرق سوريا، إلى جانب ضغط كبير على دمشق لقبول منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من ضواحيها الجنوبية إلى الحدود الإسرائيلية، وهي منطقة تخضع حاليًا لنفوذ عسكري إسرائيلي بحكم الأمر الواقع. وتُستخدم هذه الإجراءات كورقة ضغط ضد الإدارة السورية، حيث تُلوح بآفاق استثمارات ضخمة، ورفع عقوبات قانون قيصر، وتوحيد السلطة القانونية في حقبة ما بعد الأسد بعد انهيار النظام السابق في ديسمبر 2024.

إن الخطاب الصادر من واشنطن بشأن هذه التداعيات "الجيوسياسية" أبعد ما يكون عن مجرد ضجيج دبلوماسي. إنه يشير إلى نهج أمريكي محسوب لفصل لبنان وسوريا عن فلك طهران. ومن خلال تأطير نفوذ حزب الله العسكري والسياسي ضمن إعادة هيكلة إقليمية أوسع، تعمل الولايات المتحدة بفعالية على إعداد الرأي العام اللبناني لعصر جديد، وإن كان غير مريح.

Dr Hatem Sadek
الدكتور حاتم صادق

الموعد النهائي الوشيك

تظل الحدود الشمالية والجنوبية لإسرائيل هي التحديات الأكثر تقلبًا. في لبنان، تعثرت مبادرات استعادة سلطة الدولة ومركزية الأسلحة داخل القوات المسلحة اللبنانية (LAF) إلى حد كبير بسبب غياب آلية قابلة للتطبيق لنزع سلاح حزب الله. وتتزايد نفاد صبر إسرائيل؛ فقد أشار وزير الدفاع ومسؤولون أمريكيون إلى أن "ضربات كبيرة وخطيرة" ضد معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية ووادي البقاع وشيكة إذا لم يتم تسليم الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار بحلول نهاية العام.

تتجه الأنظار الآن إلى انتهاء مهلة وقف إطلاق النار المخصصة للقوات المسلحة اللبنانية لتأمين المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. وبينما يصر حزب الله على أن الاتفاقيات السابقة تنطبق فقط على هذه المنطقة الجغرافية المحددة، تجادل إسرائيل وحلفاؤها بأن ميزان القوى الإقليمي قد تغير بشكل جوهري منذ 7 أكتوبر 2023.

بينما تُعرض "حوافز" اقتصادية، بما في ذلك وعود بمساعدات خليجية وأوروبية لإعادة الإعمار، مقابل نزع السلاح، تواصل بيروت المطالبة بوقف كامل للأعمال العدائية والحق في إعادة التأهيل السيادي. هذا الجمود يترك المنطقة في حالة من الترقب مع اقتراب عام 2026.

"الخط الأصفر" في غزة

في غزة، الوضع أكثر تعقيدًا. الشرط الأمريكي الإسرائيلي الأساسي لأي سيناريو "اليوم التالي" هو الإزالة الكاملة لحماس من الحكم. وقد أثار هذا المطلب احتكاكًا دبلوماسيًا مع بعض دول الخليج، مما أدى إلى مقترحات لتقسيم القطاع، مع بدء إعادة الإعمار فقط في المناطق التي يتم التحقق من خلوها من النشاط المسلح.

ومع ذلك، فإن "الخط الأصفر" وهو الحاجز الأمني الذي أنشأته إسرائيل داخل غزة يهدد بأن يصبح حدودًا سياسية دائمة. وكما اقترح رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، فإن هذا الخط يعمل كـ "خط دفاعي أمامي" لتعويض نقص العمق الجغرافي. يجادل النقاد بأن الهدنة تحولت من فرصة لبناء السلام إلى أداة لتقسيم الأراضي. بالنسبة لإسرائيل، يُنظر إلى هذا الممر على أنه السبيل الوحيد لضمان بقاء غزة منزوعة السلاح؛ وبالنسبة للآخرين، فإنه يمثل عقبة دائمة أمام السيادة الفلسطينية.

خاتمة: هندسة إقليمية جديدة

إن هذه التحولات المعقدة في اليمن ولبنان وسوريا وغزة، إلى جانب مساعي التطبيع، ترسم ملامح هندسة إقليمية جديدة تتسم بالتوترات والفرص على حد سواء، وتتطلب مقاربات دبلوماسية وأمنية دقيقة لإدارة تداعياتها.

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة