تحول في استراتيجية مكافحة مرض الجلد العقدي: فرنسا توسع نطاق التطعيم وتعبئ البيطريين العسكريين

يشهد ملف الإدارة الصحية لمرض الجلد العقدي المعدي (DNC)، الذي ينتشر بشكل واسع في قطعان الماشية، وخاصة في منطقة أوكسيتاني الفرنسية، تحولاً جديداً ومحورياً. ففي الوقت الذي لم تتراجع فيه الحكومة عن قرارها بالذبح المنهجي للقطعان التي يتم اكتشاف المرض فيها، أعلنت يوم الثلاثاء الموافق 16 ديسمبر عن توسيع نطاق حملة التطعيم لتشمل مقاطعتي هيرو وتارن. هذا القرار يأتي إضافة إلى المقاطعات الخمس التي سبق وأن سجلت بؤراً للمرض، مما يعني أن حزاماً صحياً جديداً قد تم إنشاؤه في المقاطعات المجاورة، ليرفع بذلك عدد المقاطعات في الجنوب الغربي الفرنسي المعنية بالتطعيم الإلزامي إلى عشرة. ومن المتوقع أن يتلقى إجمالي 750 ألف رأس ماشية الحقنة الواقية في هذه المناطق المتأثرة. فكيف سيتم تنفيذ هذه الحملة الواسعة النطاق؟ صحيفة ليبيراسيون تستعرض أبرز التفاصيل.

يُعد مرض الجلد العقدي المعدي (LSD) مرضاً فيروسياً يصيب الأبقار وينتقل عن طريق الحشرات الناقلة للمرض، ويتميز بظهور عقيدات جلدية على جسم الحيوان، بالإضافة إلى الحمى وتورم الأطراف وانخفاض إنتاج الحليب، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة للمربين. وقد أثار انتشار المرض في فرنسا قلقاً كبيراً، خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية لتربية الماشية مثل أوكسيتاني، مما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة للسيطرة عليه والحد من انتشاره السريع الذي يهدد الثروة الحيوانية الوطنية.

تسعى الحكومة الفرنسية إلى طمأنة المزارعين والجمهور بشأن سرعة وفعالية حملة التطعيم الجديدة. وكدليل على الجدية والسرعة التي ترغب بها في العمل، أعلن مكتب رئيس الوزراء (ماتينيون) عن تعبئة واسعة النطاق للأطباء البيطريين من الجيش، وذلك بالإضافة إلى الأطباء البيطريين المتطوعين وطلاب كليات الطب البيطري. يهدف هذا الحشد الكبير للموارد البشرية إلى تسريع وتيرة التطعيم وضمان تغطية شاملة للمناطق المستهدفة في أقصر وقت ممكن. الهدف المعلن، كما يؤكد مكتب رئيس الوزراء، هو أن يتم تطعيم 1000 مزرعة في مقاطعة أرييج بالكامل بحلول 31 ديسمبر، وهو ما يعكس التزاماً قوياً بالسيطرة على انتشار المرض قبل نهاية العام الجاري.

تعتبر هذه الخطوة توسيعاً كبيراً للاستراتيجية الوطنية لمكافحة المرض، والتي كانت تعتمد بشكل كبير على الذبح الوقائي للقطعان المصابة. ورغم أن قرار الذبح المنهجي لا يزال قائماً للقطعان التي يتم اكتشاف المرض فيها، فإن توسيع نطاق التطعيم يمثل تحولاً نحو نهج أكثر وقائية وشمولية. يواجه هذا البرنامج تحديات لوجستية كبيرة، نظراً لعدد الحيوانات الهائل الذي يجب تطعيمه والانتشار الجغرافي الواسع للمناطق المتأثرة. ومع ذلك، فإن التنسيق بين مختلف الجهات، بما في ذلك وزارة الزراعة والصحة والجيش، يهدف إلى تجاوز هذه العقبات وضمان نجاح الحملة في حماية الثروة الحيوانية الفرنسية من هذا الوباء المدمر، وتقليل الخسائر الاقتصادية على المدى الطويل.

في نفس القسم