تحقيق يكشف عن بيع مدربي القيادة لبيانات تسجيل الدخول لتجار السوق السوداء في بريطانيا

كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن مدربي القيادة يُعرض عليهم ما يصل إلى 250 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا لبيع تفاصيل تسجيل الدخول الرسمية الخاصة بهم لحجز الاختبارات لتجار السوق السوداء.

يستخدم هؤلاء التجار تفاصيل تسجيل الدخول هذه لحجز اختبارات القيادة بكميات كبيرة وبيعها للمتعلمين عبر واتساب وفيسبوك، حيث يتقاضون ما يصل إلى 500 جنيه إسترليني مقابل اختبارات لا ينبغي أن تكلف أكثر من 75 جنيهًا إسترلينيًا. وهذا يجعل من الصعب على المتعلمين الحجز عبر الطرق المشروعة ويزيد من أوقات الانتظار الطويلة بالفعل.

كما كشفت بي بي سي عن أدلة تفيد بأن الرئيسة المنتهية ولايتها لوكالة معايير السائق والمركبة (DVSA)، لوفداي رايدر، أُبلغت بهذه العمليات في فبراير ومع ذلك، لا يزال بعض البائعين الذين تم الإبلاغ عنهم إلى DVSA يمارسون نشاطهم. ورداً على ذلك، قالت DVSA إنها لا تعلق على شكاوى محددة ولكن لديها عدم تسامح مطلق مع أولئك الذين يستغلون سائقي التعلم.

لقد حددنا تجارًا يعملون في لندن وبرمنغهام ومانشستر والمقاطعات المحيطة. متظاهرين بأننا مدربون قيادة، تواصلنا معهم عبر واتساب وعُرضت علينا مدفوعات شهرية مقابل تفاصيل تسجيل الدخول إلى نظام DVSA، حيث يمكن للمدربين حجز الاختبارات.

تباهى أحد التجار بأنه يعمل مع أكثر من 1000 مدرب بينما قال آخر، أنيل أحمد، الذي يُعرف باسم "أحدين"، إنه يسجل مدربين اثنين كل أسبوع. لم نتمكن من التحقق بشكل مستقل من أي من هذه الادعاءات. وعندما واجهنا السيد أحمد لاحقًا شخصيًا، نفى أي تورط، لكننا وجدنا أدلة مهمة تدينه.

لم تتمكن بي بي سي من تحديد مدربي قيادة محددين يبيعون تفاصيلهم، لكن محادثاتنا مع هؤلاء التجار، والحجم الهائل للاختبارات التي يبيعونها، وصور أنظمة حجز الاختبارات المشتركة على واتساب تشير إلى أن مئات المدربين المخالفين قد يكونون متورطين.

بشكل منفصل، قال 30 مدربًا تحدثنا إليهم في جميع أنحاء بريطانيا العظمى إنجلترا واسكتلندا وويلز إنهم سمعوا عن بيع مواعيد الاختبارات بأسعار مضاعفة ضخمة. وأخبرنا عشرة منهم أن تجارًا تواصلوا معهم أو أنهم تحدثوا إلى مدربين آخرين تعرضوا لذلك.

في نهاية أكتوبر، كان 642,000 متعلم في بريطانيا العظمى ينتظرون إجراء اختبار، بمتوسط وقت انتظار يبلغ 21 أسبوعًا، حسب بيانات DVSA. يوجد نظام منفصل في أيرلندا الشمالية.

يمكن أن تصل فترات الانتظار إلى ستة أشهر، وفقًا للمتعلمين الذين تحدثنا إليهم يقول البعض إنهم يلجأون إلى التجار بدافع اليأس. وأشار مسح حديث لـ DVSA إلى أن حوالي واحد من كل ثلاثة متعلمين استخدم "أطرافًا ثالثة" لحجز اختبارات القيادة الخاصة بهم.

أعلنت وزيرة النقل هايدي ألكسندر مؤخرًا عن خطط لتغيير قواعد اختبار القيادة، والتي يُأمل أن توقف التجار وتقلل من التراكم. اعتبارًا من الربيع، سيتمكن المتعلمون فقط وليس المدربون من حجز مواعيد الاختبار.

رحب المدربون الذين تحدثنا إليهم بمقترحات وزارة النقل، لكنهم قالوا أيضًا إنهم كانوا يثيرون هذه القضايا منذ بعض الوقت ويريدون الآن معرفة ما إذا كانت الحكومة ستستأصل المعلمين المخالفين. لقد تم حجز الاختبارات بكميات كبيرة وإعادة بيعها لتحقيق الربح لسنوات، لكن هؤلاء المدربين يقولون إن الوضع يزداد سوءًا الآن.