تارا، معجزة الشطرنج البالغة من العمر تسع سنوات، تتألق في البطولات الكبرى
جاري التحميل...

تارا، معجزة الشطرنج البالغة من العمر تسع سنوات، تتألق في البطولات الكبرى
تارا، الطفلة المعجزة البالغة من العمر تسع سنوات من ليستر، تواصل إبهار عالم الشطرنج بمهاراتها الاستثنائية. على الرغم من صغر سنها، فإنها تتمتع ببرود أعصاب وثقة بالنفس تمكنها من مواجهة لاعبي الشطرنج المخضرمين في البطولات الكبرى. مؤخرًا، أظهرت تارا براعتها في التصفيات المؤهلة لبطولة المملكة المتحدة المفتوحة للشطرنج السريع لعام 2025، حيث برزت كأفضل فتاة أداءً في البطولة وتمكنت من الوصول إلى نهائي السيدات، وهو إنجاز لافت لطفلة في مثل عمرها.
BBC
تقول تارا بابتسامة: "يشعر الناس ببعض الانزعاج عندما أهزمهم، وربما ببعض الحزن لأنهم خسروا أمام طفلة صغيرة". هذه العبارة تعكس مدى تأثيرها على خصومها الأكبر سنًا والأكثر خبرة، والذين غالبًا ما يجدون صعوبة في تقبل الهزيمة أمام موهبة شابة بهذا القدر من الذكاء والتركيز. بطولها الذي لا يتجاوز 130 سم، تحافظ تارا على هدوئها التام وتركيزها الشديد عندما تجلس أمام رقعة الشطرنج. هذه الموهبة الصاعدة من ليستر لا تكتفي بإنجازاتها الحالية، بل تطمح لأن تصبح أفضل لاعبة شطرنج في العالم ضمن فئتها العمرية، وهو هدف كبير يعكس طموحها اللامحدود.
تذكر تارا أنها بدأت تقع في حب اللعبة في سن الرابعة، وكان أول خصومها والديها، وكلاهما مهندسا برمجيات. تتذكر تلك الأيام بحماس قائلة: "عندما كنت ألعب ضدهم، كنت أقفز فرحًا لأنني كنت متحمسة لما سيفعلونه". كانت مفتونة بحركة القطع، خاصة الحصان الذي يتحرك على شكل حرف L، وتخيلت أن جميع القطع تتحرك كأنها جزء من جيش منظم. بدأت تارا الذهاب إلى نوادي الشطرنج في الصف الثاني، لكنها تتلقى الآن دروسًا خصوصية لتطوير مهاراتها بشكل أعمق وأكثر تخصصًا، مما يساعدها على صقل استراتيجياتها وتكتيكاتها.
Shalini Sathiyaseelan
تصف تارا تجربتها مع اللاعبين الأكبر سنًا: "أنا ألعب ضد أشخاص أكبر مني بكثير - ويشعرون ببعض التوتر. في البطولات الكبيرة، عندما نلعب بسرعة كبيرة، يسألون بدهشة: 'كيف يمكن لهذه الفتاة أن تلعب هكذا؟'". وتضيف بثقة: "وأنا فقط أواصل اللعب ولا أقلق بشأن الآخرين". هذه الثقة بالنفس هي أحد مفاتيح نجاحها، حيث لا تدع ضغط المنافسة يؤثر على أدائها أو يشتت تركيزها، بل تركز على لعبتها الخاصة وتتخذ قراراتها بهدوء وثبات.
لا تظهر تارا أي علامة على التوقف قريبًا، فهي تتدرب باستمرار وتلعب ضد خصوم عبر الإنترنت لتصقل مهاراتها وتكتسب خبرة جديدة. تعترف بأنها تشعر بالتوتر أحيانًا، خاصة عند مواجهة لاعبين ذوي مستوى عالٍ. "عندما لعبت مباريات عبر الإنترنت ضد أستاذ، كنت أشعر بالتوتر الشديد. لكن بعد ذلك بدأت اللعب وتوقفت عن الشعور بالتوتر،" تقول تارا. وتضيف: "أحيانًا تتدخل العواطف في اللعبة. خاصة عندما تقوم بحركة كبيرة، يمكن أن يكون الأمر عاطفيًا للغاية، لكنني أتعلم كيف أتحكم في هذه المشاعر لأحافظ على تركيزي وأتخذ أفضل القرارات الممكنة."
تارا ليست مجرد لاعبة شطرنج موهوبة، بل هي مثال للإصرار والطموح. مع كل خطوة تخطوها على رقعة الشطرنج، تثبت أن العمر ليس سوى رقم عندما يتعلق الأمر بالشغف والموهبة. مستقبل مشرق ينتظر هذه النجمة الصاعدة في عالم الشطرنج، ومن المؤكد أنها ستواصل تحقيق إنجازات تثير الإعجاب وتلهم الكثيرين.
