22 نوفمبر 2025 في 02:57 م
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

تأملات في إرث الأجيال: من جيل الخمسينيات إلى الجيل Z في تونس والعالم

Admin User
نُشر في: 22 نوفمبر 2025 في 01:00 م
4 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Kapitalis
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

تأملات في إرث الأجيال: من جيل الخمسينيات إلى الجيل Z في تونس والعالم

تأملات في إرث الأجيال: من جيل الخمسينيات إلى الجيل Z في تونس والعالم

دورة الحياة تقتضي أن يرث كل جيل أحلام وخيبات أمل سابقه، وأن يبني على أنقاضه. فما هي تونس والعالم اللذان تركهما جيل الكاتب، المولود حوالي خمسينيات القرن الماضي، للجيل Z الحالي؟

صادق الزريلي *

عندما يبلغ المرء سنًا معينة، أو بالأحرى سنًا متقدمة، يجد لديه متسعًا من الوقت لطرح أسئلة ميتافيزيقية لم تخطر بباله قط عندما كان في الثلاثين أو حتى الخمسين من عمره، مثل: من أين أتيت؟ إلى أين أنا ذاهب؟ ماذا فعلت بحياتي؟ هل كان بإمكاني أن أفعل أفضل؟ إلخ.

من بين الأسئلة التي تراودني أحيانًا في ذهني السؤال التالي: لو كان لي الخيار، هل كنت سأفضل أن أولد عام 1950 وأن أكون جزءًا من جيلي الذي يُطلق عليه "جيل الطفرة السكانية" (baby-boomers)، أم كنت سأفضل أن أولد بعد نصف قرن، أي حوالي عام 2000، وأن أكون جزءًا مما يُعرف بالجيل "Z" (وليس "زوت" كما قال رئيسنا!)؟

مع العلم أن لكل جيل نصيبه من التحديات والأحلام وخيبات الأمل، أشارك أدناه بعض الأفكار التي يثيرها هذا السؤال، والتي لا تدعي بأي حال من الأحوال أنها موضوعية (فلكل شخص إجابته الخاصة بناءً على تجربته) ولا أنها تغطي كل جوانب هذا الموضوع الذي يقع على الحدود بين علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس الاجتماعي.

جيلي الذي ولد حوالي عام 1950، والذي يُطلق عليه "جيل الطفرة السكانية" (baby-boomers) في إشارة إلى الانفجار الديموغرافي الذي أعقب نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو اليوم في سن التقاعد أو على وشك بلوغها، حظي بفرصة العيش في عالم يشهد توسعًا كبيرًا، عالم كان لا يزال يؤمن بالتقدم، بالارتقاء الاجتماعي، وبمستقبل أفضل دائمًا.

لقد استفدنا بشكل كبير من التقاء أفكار رجلين لعبا أدوارًا رئيسية في نجاح حياتنا، وهما الاقتصادي الإنجليزي جون ماينارد كينز والرئيس الحبيب بورقيبة.

الأول، في مؤلف شهير نُشر عام 1936 (النظرية العامة للتوظيف والفائدة والنقود)، أحدث ثورة في الفكر الاقتصادي من خلال الدعوة، على عكس المدرسة الكلاسيكية الجديدة السائدة آنذاك، إلى تدخل الدولة لتصحيح تشوهات السوق عبر اللجوء إلى استثمارات عامة ضخمة، حتى لو تطلب ذلك تمويلها عن طريق العجز في الميزانية، وإعادة توزيع الدخل بفضل نظام ضريبي تصاعدي.

طبقت أفكاره بنجاح في جميع الدول الغربية وتجسدت فيما لا يزال يُعرف اليوم بحنين، بـ "الثلاثين المجيدة"، وهي فترة ثلاثين عامًا تقريبًا (من عام 1950 إلى أوائل الثمانينيات، أي حتى وصول الثنائي المحافظ تاتشر/ريغان إلى السلطة في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة على التوالي، واللذين أنهيا هذه السياسة الاقتصادية واستبدلاها بالعولمة) شهدت خلالها هذه الدول نموًا اقتصاديًا مستمرًا، وتوظيفًا كاملاً، وتحسنًا كبيرًا في مستويات المعيشة والرفاهية العامة.

الرئيس بورقيبة، شأنه شأن العديد من قادة تلك الحقبة، طبق أيضًا، وربما دون معرفة مؤلفها، الأفكار الكينزية لإنعاش النشاط الاقتصادي من خلال إطلاق مشاريع بنية تحتية كبرى وإنشاء أقطاب تنمية إقليمية (مصفاة نفط في بنزرت، مصنع فولاذ في منزل بورقيبة، مصنع سليلوز في القصرين، مصنع سكر في باجة، إلخ) وإعادة توزيع الدخل لصالح الطبقات الاجتماعية ذات الدخل المنخفض التي تتمتع، كما يوضح كينز، بميل حدي للاستهلاك أعلى بكثير من الأغنياء، مما يولد وفقًا للنظرية الكينزية "تأثيرًا مضاعفًا" أكبر للاستثمارات، ونموًا اقتصاديًا أعلى، وبطالة أقل.

وعلى أي حال، بالنسبة لنا، أبناء هذا الجيل الذين ينحدر معظمهم من عائلات فقيرة وكبيرة العدد، تجسدت هذه السياسة في تعليم مجاني، ولوازم مدرسية مجانية في كثير من الأحيان، وفي بعض الأحيان حتى رعاية كاملة من الدولة في الأقسام الداخلية للمدارس الثانوية، بالإضافة إلى منح دراسية لإتمام الدراسات الجامعية.

لكن مجيء الاستقلال عام 1956، بفضل بورقيبة، كان الأكثر فائدة لجيلي. ففي الواقع، أدى الرحيل الجماعي للفرنسيين الذي أعقبه إلى ترك فراغ كبير في الإدارات والشركات، لدرجة أنه كان يكفي الحصول على أدنى شهادة للتوظيف وبناء مسيرة مهنية طويلة.

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة